Fikirleri Serbest Bırakmak
تحرير الأفكار
Türler
والجواب: أما قراءة كتبهم، فهي تفيد من لم يعمه التعصب، فإنه كما قلنا: إذا اطلع على أسانيدهم أمكنه عرض حديثهم على ما قد علمه الحق من الكتاب والسنة. فإن وجدها مخالفة تبين له حكم رجالها بقدر المخالفة من جرح أو تضعيف أو غيره، وإن وجدها موافقة للمعلوم فما يضرهم ذم خصومهم.
أما عرض رجال الشيعة على ميزان الذهبي فليس من الإنصاف، لأنه هو وأهل مذهبه خصوم الشيعة. وليس من الإنصاف أن يقبل من الخصم جرحه في خصمه. وقد قال الذهبي نفسه في « الميزان » في ترجمة عبدالله بن سليمان بن الأشعث: لا يسمع قول الأعداء بعضهم في بعض. وقال في ترجمة محمد بن إسحاق ابن يحيى ابن منده: أقذع الحافظ أبو نعيم في جرحه لما بينهما من الوحشة، ثم حكى كلام أبي نعيم في آخر الترجمة، ثم قال: قلت: البلاء بينهما هو الاعتقاد، يعني الخلاف في العقائد.
وقال في ترجمة أحمد بن عبدالله الحافظ أبي نعيم ما لفظه: وكلام ابن منده في أبي نعيم فظيع لا أحب حكايته، ولا أقبل قول كل منهما في الآخر ثم قال : قلت: كلام الأقران بعضهم في بعض لا يعبأ به، لا سيما إذا لاح لك أنه لعداوة أو لمذهب أو لحسد ما ينجو منه إلا من عصم الله، وما علمت أن عصرا من الأعصار سلم أهله من ذلك سوى الأنبياء والصديقين، ولو شئت لسردت من ذلك كراريس. انتهى المراد.
قلت: هذا غير خاص بالأقران، لأن عداوة المذهب تكون بين المتباعدين في الزمان، وإذا كانت العداوة تمنع قبول جرح العدو لعدوه من الأقران، فكذلك من غير الأقران، لأن العلة العداوة، فلا يقبل جرحهم لرجل من الشيعة إلا بحجة بينة صحيحة.
Sayfa 68