[83] وهذا الجواب بعينه هو الذى يقال فى جواب لم كانت السماوات تتحرك الى جهات مختلفة وذلك أن من جهة انها حيوانات لزم ان تتحرك من جهات محدودة كالحال فى اليمين والشمال والامام والخلف التى هى جهات محدودة بالحركات للحيوان الا انها فى الحيوانات المختلفة مختلفة بالشكل والقوة وهى فى الاجسام السماوية مختلفة بالقوة . ولهذا ما يرى ارسطو ان للسماء يمينا وشمالا واماما وخلفا وفوقا وأسفل فاختلاف الاجرام السماوية فى جهات الحركات هو لاختلافها فى النوع وهو شىء يخصها أعنى انه يختلف أنواعها باختلاف جهات حركاتها فتوهم الجرم السماوى الاول حيوانا واحدا بعينه اقتضى له طبعه اما من جهة الضرورة او من جهة الافضل ان يتحرك بجميع اجزائه حركة واحدة من المشرق الى المغرب وسائر الافلاك اقتضت لها طبيعتها ان تتحرك بخلاف هذه الحركة وان الجهة التى اقتضتها طبيعة جرم الكل هى افضل الجهات لكون هذا الجرم هو افضل الاجرام والافضل فى المتحركات واجب ان يكون له الجهة الافضل .
[84] وهذا كله بين ههنا بهذا النحو من الاقناع وهو بين فى موضعه ببرهان وهو ظاهر قوله تعالى لا تبديل لكلمات الله ولا تبديل لخلق الله وان كنت تحب ان تكون من اهل البرهان فعليك التماسه فى موضعه
Sayfa 50