53

Muqatil İbn Süleyman Tefsiri

تفسير مقاتل بن سليمان

Araştırmacı

عبد الله محمود شحاته

Yayıncı

دار إحياء التراث

Baskı Numarası

الأولى

Yayın Yılı

١٤٢٣ هـ

Yayın Yeri

بيروت

فريقا من الْأَنْبِيَاء وفريقا قتلتم فَإِن كُنْت صادقا فأفهمنا ما تَقُولُ. يَقُولُ اللَّه- ﷿: بَلْ لَعَنَهُمُ اللَّهُ بِكُفْرِهِمْ فطبع على قلوبهم فَقَلِيلًا ما يُؤْمِنُونَ- ٨٨- يعني بالقليل بأنهم لا يصدقون بأنه من اللَّه وكفروا بما سواه مما جاء به محمد- ﷺ فذلك قوله- ﷿: فِي النّساء: فَلا يُؤْمِنُونَ إِلَّا قَلِيلًا «١» وإنما سمي اليهود من قبل يهوذا بن يَعْقُوب وَلَمَّا جاءَهُمْ كِتابٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ يعني قرآن محمد- ﷺ مُصَدِّقٌ لِما مَعَهُمْ فِي التوراة بتصديق محمد- ﷺ وقرآنه فِي التوراة نزلت فِي اليهود منهم أَبُو رافع، وابن أَبِي الحقيق، وأبو نافع وغرار، وَكانُوا مِنْ قَبْلُ أن يبعث محمد- ﷺ رسولا يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا نظيرها فِي الأنفال إِنْ تَسْتَفْتِحُوا «٢» يعني إن تستنصروا بخروج محمد- ﷺ على مشركي العرب «٣» [١٧ ب] جهينة، ومزينة، وبني عذره، وأسد وغطفان، ومن يليهم كَانَت اليهود إذا قاتلوهم قَالُوا: اللَّهُمَّ إنا نسألك باسم النَّبِيّ الَّذِي نجده فِي كتابنا تبعثه فِي آخر الزمان أن تنصرنا فينصرون عليهم. فَلَمَّا بعث اللَّه- ﷿ محمدا- ﷺ من غَيْر بني إِسْرَائِيل كفروا به وهم يعرفونه فذلك قوله- سُبْحَانَهُ-: فَلَمَّا جاءَهُمْ محمد ما عَرَفُوا أَي بما عرفوا من أمره فِي التوراة كَفَرُوا بِهِ فَلَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الْكافِرِينَ- ٨٩- يعنى اليهود بِئْسَمَا اشْتَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ يَقُولُ بئسما باعوا أنفسهم بعرض يسير من الدُّنْيَا مما كانوا يصيبون من سفلة اليهود من المأكل فِي كُلّ عام ثُمّ قَالَ: أَنْ يَكْفُرُوا بِما أَنْزَلَ اللَّهُ من القرآن عَلَى محمد- ﷺ بَغْيًا يعني حسدا لمحمد إذ كان من العرب يَقُولُ اللَّه- ﷿: أَنْ يُنَزِّلَ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ

(١) سورة النساء: ١٥٥. (٢) سورة الأنفال: ١٩. (٣) فى أ: مشركين العرب.

1 / 122