يشربونها فأنزل اللَّه- ﷿ لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ جُناحٌ يعني حرج فِيما طَعِمُوا يعني شربوا من الخمر قبل التحريم «١» إِذا مَا اتَّقَوْا المعاصي وَآمَنُوا بالتوحيد وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ «يعني أقاموا الفرائض» «٢» قبل التحريم ثُمَّ اتَّقَوْا المعاصي وَآمَنُوا بما يجيء من الناسخ والمنسوخ «ثُمَّ اتَّقَوْا» المعاصي بعد تحريمها «وَآمَنُوا» يعني وصدقوا ثُمَّ اتَّقَوْا الشرك وَأَحْسَنُوا العمل بعد تحريمها فَمنْ فعل ذَلِكَ فهو محسن وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ- ٩٣-
فَقَالَ النَّبِيّ- ﷺ للذي سأله: قيل لي إنك من المحسنين.
وقوله- سبحانه-: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَيَبْلُوَنَّكُمُ اللَّهُ بِشَيْءٍ مِنَ الصَّيْدِ يعني ببعض الصيد فخص صيد البر خاصة ولم يعم الصيد كله لأن للبحر صيدا «٣» تَنالُهُ أَيْدِيكُمْ يَقُولُ تأخذون صغار الصيد بأيديكم أخذا بغير سلاح ثُمّ قَالَ- سُبْحَانَهُ-: وَرِماحُكُمْ يعني وسلاحكم النبل والرماح بها يصيبون كبار الصيد وَهُوَ عام حبس النَّبِيّ- ﷺ عن مكة عام الحديبية وأقام بالتنعيم فصالحهم عَلَى أن يرجع عامه ذَلِكَ وَلا يدخل مكة فإذا كان العام المقبل أخلوا لَهُ مكة فدخلها فِي أصحابه- ﵃ وأقام بها ثلاثا «٤» ورضي النَّبِيّ- ﷺ بِذَلِك فنحر البدن مائة بدنة فجاءت السباع والطير تأكل منها فنهى اللَّه- ﷿ عن قَتْل الصيد فِي الحرم لِيَعْلَمَ اللَّهُ لكي يرى اللَّه مَنْ يَخافُهُ بِالْغَيْبِ [١٠٨ أ] يقول من يخاف الله-
(١) فى أ: زيادة: إذا ماتوا، ثم وضع فوقها خطا.
(٢) ما بين القوسين «...» ساقط من الأصل.
(٣) فى أ: لأن التحريم صيدا، ل: لأن للبحر صيدا.
(٤) فى أ: ثلثا.