283

Muqatil İbn Süleyman Tefsiri

تفسير مقاتل بن سليمان

Araştırmacı

عبد الله محمود شحاته

Yayıncı

دار إحياء التراث

Baskı Numarası

الأولى

Yayın Yılı

١٤٢٣ هـ

Yayın Yeri

بيروت

قالُوا أَي قَالَت الملائكة لهم: أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ واسِعَةً من الضيق يعني أرض اللَّه المدينة فَتُهاجِرُوا فِيها؟ يعني إليها ثُمّ انقطع الكلام فَقَالَ- ﷿: فَأُولئِكَ مَأْواهُمْ جَهَنَّمُ وَساءَتْ مَصِيرًا- ٩٧- يعني وبئس المصير صاروا، ثُمّ استثنى أَهْل العذر فَقَالَ- سُبْحَانَهُ-: إِلَّا الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجالِ وَالنِّساءِ وَالْوِلْدانِ فليس مأواهم جهنم لا يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً يَقُولُ لَيْسَ لهم سعة للخروج إلى المدينة وَلا يَهْتَدُونَ سَبِيلًا- ٩٨- يعني وَلا يعرفون طريقا إلى المدينة فَأُولئِكَ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَعْفُوَ عَنْهُمْ والعسى من اللَّه واجب وَكانَ اللَّهُ عَفُوًّا عَنْهُمْ غَفُورًا- ٩٩- فلا يعاقبهم لإقامتهم عن الهجرة فِي عذر. فَقَالَ ابْن عَبَّاس- ﵁: أَنَا يومئذ من الولدان، وأمي من النّساء.
فبعث النَّبِيّ- ﷺ بهذه الآية إلى مسلمي مكة. فَقَالَ جُنْدُب ابن حمزة الليثي ثُمّ الجندعي لبنيه: احملوني فَإِنِّي لست من المستضعفين وإني لهاد بالطريق ولو مت لنزلت فِي الآية «١» . وكان شيخا كبيرا «٢» فحمله بنوه عَلَى سريره متوجها إلى المدينة فمات بالتنعيم فبلغ أصحاب النَّبِيّ- ﷺ موته، فقالوا: لو لحق بنا لأتم اللَّه أجره فأراد اللَّه- ﷿ أن يعلمهم أَنَّهُ لا يخيب من التمس رضاه فأنزل اللَّه- ﷿: وَمَنْ يُهاجِرْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ «٣» يعني في طاعة الله إِلَى المدينة يَجِدْ فِي الْأَرْضِ مُراغَمًا كَثِيرًا يعنى

(١) فى أ: لنزلت الآية، ل: لنزلت فى الآية، والمراد انطبق على وعيد هذه الآية.
(٢) فى أ، ل: وكان شيخا كبيرا ولو مت لنزلت فى الآية، فاضطررت إلى تعديلها ليستقيم الكلام.
(٣) فى أ، ل: فسر عجز هذه الآية قبل صدرها، أى فسرها هكذا: وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهاجِرًا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ وَكانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا، وَمَنْ يُهاجِرْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يَجِدْ فِي الْأَرْضِ مُراغَمًا كَثِيرًا وَسَعَةً.

1 / 402