قوله تعالى: { وأقيموا الصلوة وآتوا الزكوة }؛ أي حافظوا على الصلوات الخمس لمواقيتها بركوعها وسجودها، وأدوا زكاة أموالكم المفروضة. وقوله تعالى: { واركعوا مع الركعين }؛ أي صلوا مع المصلين محمد وأصحابه في الجماعات إلى الكعبة؛ يخاطب اليهود فعبر بالركوع عن الصلاة، إذ كان ركنا من أركانها؛ كما عبر باليد عن الجسد في قوله:
بما قدمت يداك
[الحج: 10] وبالعنق عن النفس كقوله تعالى:
ألزمناه طآئره في عنقه
[الإسراء: 13]. والفائدة في تكرار ذكر الصلاة لئلا يتوهم متوهم أن الصلاة لا تجب إلا على من تجب عليه الزكاة، وقيل: إن اليهود كانوا يصلون بغير ركوع فأمر بالركوع في الصلاة.
[2.44]
قوله عز وجل: { أتأمرون الناس بالبر }؛ خطاب لعلماء اليهود، كانوا يخبرون مشركي العرب قبل بعث النبي صلى الله عليه وسلم: بأن رسولا سيظهر يدعو إلى الحق فاتبعوه وأجيبوا دعوته. فلما بعث النبي صلى الله عليه وسلم؛ حسدوه وكفروا به؛ فأنزل الله هذه الآية مذكرا لهم ما كان منهم.
وقوله تعالى: { وتنسون أنفسكم }؛ أي تتركون أنفسكم فلا تتبعونه، وقوله تعالى: { وأنتم تتلون الكتب } ، يعني التوراة وما فيه، وتعلمون ما فيها من وجوب اتباعه، { أفلا تعقلون } ، أن ذلكم حجة عليكم وأنه نبي حق فتصدقونه وتتبعونه.
[2.45]
قوله تعالى: { واستعينوا بالصبر والصلوة }؛ أي استعينوا على ما استقبلكم من أنواع البلايا. وقيل: على طلب الآخرة بالصبر على أداء الفرائض؛ وبالصلاة على تمحيص الذنوب. وقيل: استعينوا بالصبر والصلاة على ما يذهب منكم من الرئاسة والمأكلة باتباع محمد صلى الله عليه وسلم.
Bilinmeyen sayfa