321

Tefsir-i Kebir

التفسير الكبير

Türler

[النور: 19]. ويدل على ذلك أن من أحب ما يبغضه الله، أو أبغض ما يحبه الله كان معاقبا على ذلك وإن لم يعمل إلا بقلبه.

وقال بعضهم: إن الإخفاء في هذه الآية أن يضمر على السوء ويهم به، ثم لا يصل إليه ولا يتمكن منه. وهذا القول حسن جدا اختاره جماعة من المفسرين.

قوله تعالى: { فيغفر لمن يشآء ويعذب من يشآء }؛ رفعهما أبو جعفر وابن عامر والحسن وعاصم ويعقوب على الابتداء؛ أي فهو يغفر. ونصبهما ابن عباس على الصرف. وجزمهما الباقون عطفا على { يحاسبكم }. قوله تعالى: { والله على كل شيء قدير }؛ يعني من المغفرة والعقوبة.

[2.285-286]

قوله عز وجل: { ءامن الرسول بمآ أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله }؛ الآية، لما سبق في السورة ذكر أحكام كثيرة أثنى الله على من آمن بها وقبلها، وقال عز من قائل: { ءامن الرسول } بجميع الأحكام التي أنزلها الله تعالى، وكذلك المؤمنون كلهم آمنوا بالله، وقوله تعالى: { وملائكته }؛ إنما أتى بالملائكة لأن حيا من خزاعة كانوا يقولون: الملائكة بنات الله، فقال صلى الله عليه وسلم:

" والمؤمنون يقولون: إن الملائكة عباد الله ".

قوله: { وكتبه }؛ قرأ ابن عباس وعكرمة والأعمش وحمزة والكسائي وخلف: (وكتابه) بالألف. وقرأ الباقون (وكتبه) بالجمع، وهو ظاهر كقوله { وملائكته ورسله }. وللتوحيد وجهان؛ أحدهما: أنهم أرادوا القرآن خاصة، والثاني: أنهم أرادوا جميع الكتب؛ كقول العرب: كثر الدرهم والدينار في أيدي الناس، يريدون الدراهم والدنانير. يدل عليه قوله تعالى:

فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين وأنزل معهم الكتب

[البقرة: 213].

وقوله تعالى: { ورسله }؛ قرأ الحسن: (ورسله) بسكون السين لكثرة الحركات؛ { لا نفرق بين أحد من رسله }؛ أي لا نفعل كما فعل أهل الكتاب آمنوا ببعض الرسل وكفروا ببعض. وفي مصحف عبدالله: (لا يفرقون بين أحد من رسله). وقرأ جرير بن عبدالله وسعيد بن جبير ويحيى بن يعمر ويعقوب: (لا يفرق) بالياء، بمعنى لا يفرق الكل، ويجوز أن يكون خبرا عن الرسول. وقرأ الباقون بالنون على إضمار القول؛ تقديره: قالوا لا نفرق، كقوله تعالى:

Bilinmeyen sayfa