306

Tefsir-i Kebir

التفسير الكبير

Türler

قوله تعالى: { فلهم أجرهم عند ربهم } قال الأخفش وقطرب: (جعل الخبر بالفاء؛ لأنه في معنى (من)، وجواب (من) بالفاء؛ كأنه قال: من أنفق كذا فله أجره عند ربه). وقوله تعالى: { ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون } قد تقدم تفسيره.

[2.275]

قوله تعالى: { الذين يأكلون الربوا لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس }؛ معناه: { الذين يأكلون الربوا } في الدنيا { لا يقومون } في الآخرة من قبورهم لعظم بطونهم، { إلا كما يقوم } في الدنيا الذي يضربه ويصيبه { الشيطان من المس } أي من الجنون. روي أنهم يبعثون يوم القيامة وقد انتفخت بطونهم كلما قاموا سقطوا والناس يمشون عليهم وهم كالمجانين. قال الحسن: (هذه علامة أكل الربا؛ يعرفون بها يوم القيامة).

قوله تعالى: { ذلك بأنهم قالوا إنما البيع مثل الربوا }؛ ومعناه: كان الرجل إذا حل ماله بعد الأجل طلبه؛ فيقول المطلوب: زدني في الأجل وأزيدك في مالك. فيفعلان ذلك؛ فإذا قيل لهم: إن هذا ربا؛ قالوا: هما سواء؛ والزيادة في آخر البيع بعد الأجل كالزيادة في أول البيع إذا بعت بالنسيئة سواء. وليس الأمر كما توهموا؛ لأن الزيادة في الثمن في آخر البيع لأجل الإبعاد في الأجل بعدما صار الثمن دينا في الذمة يكون عوضا عن الأجل؛ والاعتياض عن الأجل باطل، وأما الزيادة في الثمن في أصل العقد فتكون مقابلة للبيع، ويجوز بيع المبيع بثمن قليل وثمن كثير.

قوله تعالى: { وأحل الله البيع وحرم الربوا }؛ أي أحل الزيادة في أول البيع وحرم الزيادة في آخره؛ قوله تعالى: { فمن جآءه موعظة من ربه فانتهى فله ما سلف وأمره إلى الله }؛ أي فمن جاءه زجر من ربه ونهي عن الربا فانتهى فله ما مضى من أكله الربا قبل النهي؛ أي لا إثم عليه في ذلك، وأمره فيما بقي من عمره إلى الله؛ إن شاء عصمه وإن شاء لم يعصمه. وقيل: معناه: { فله ما سلف } أي له ما أخذ من الربا قبل التحريم، { وأمره إلى الله } في المستأنف في العفو والتجاوز.

وإنما لم يقل: فمن جاءته موعظة من ربه؛ لأن تأنيث الموعظة ليس بحقيقي، فيجوز تذكيره ويجوز أن ينصرف إلى المعنى، كأنه قال: فمن جاءه وعظ ونهي من ربه عن الربا.

قوله تعالى: { ومن عاد فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون } أي من عاد إلى أكل الربا { فأولئك أصحاب النار هم فيها } دائمون إلى ما شاء الله. وقيل: معناه: من عاد بعد النهي إلى قوله إنما البيع مثل الربا؛ فأولئك أهل النار هم فيها مقيمون؛ لأن مستحل الربا كافر لإنكاره آية من كتاب الله تعالى.

وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال:

" سيأتي على الناس زمان لا يبقى أحد إلا أكل الربا، وإن لم يأكله أصابه من غباره "

وعن عبدالله بن مسعود قال: (آكل الربا ومؤكله وكاتبه وشاهده إذا علموا به؛ ملعونون على لسان محمد صلى الله عليه وسلم إلى يوم القيامة). وقال صلى الله عليه وسلم:

Bilinmeyen sayfa