301

Tefsir-i Kebir

التفسير الكبير

Türler

قوله عز وجل: { وإن تخفوها وتؤتوها الفقرآء فهو خير لكم }؛ أي وإن تسروها وتعطوها الفقراء سرا فهو خير لكم وأفضل من العلانية، وكلاهما مقبول منكم إذا كانت النية صادقة، ولكن صدقة السر أفضل، قال صلى الله عليه وسلم:

" صدقة السر تطفئ غضب الرب، وتطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار، وتدفع سبعين بابا من البلاء ".

وقال صلى الله عليه وسلم:

" سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله: الإمام العادل، وشاب نشأ في عبادة الله عز وجل، ورجل قلبه معلق بالمسجد، ورجلان تحابا في الله؛ فاجتمعا عليه وتفرقا عليه، ورجل دعته امرأة ذات حسن وجمال؛ فقال: إني أخاف الله، ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم يمينه ما تنفق شماله، ورجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه ".

قال أهل المعاني: هذه الآية في صدقة التطوع، ولإجماع العلماء أن الزكاة المفروضة إعلانها أفضل كالصلاة المفروضة في الجماعة أفضل من إفرادها، وكذلك سائر الفرائض؛ لمعنيين؛ أحدهما: ليقتدي به الناس، والثاني: لزوال التهمة؛ لئلا يسيء به الناس الظن، ولا رياء في الفرض.

وأما النوافل والفضائل فإخفاؤها أفضل لبعدها عن الرياء، يدل على صحة هذا التأويل ما روي عن أبي جعفر في قوله تعالى: { إن تبدوا الصدقات فنعما هي } قال: (يعني الزكاة المفروضة وقوله تعالى: { وإن تخفوها وتؤتوها الفقرآء } يعني التطوع). وعن ابن عباس أنه قال: (جعل الله صدقة التطوع في السر تفضل علانيتها بسبعين ضعفا، وصدقة الفريضة تفضل علانيتها سرها بخمس وعشرين ضعفا). وقال صلى الله عليه وسلم:

" المسر بالقرآن كالمسر بالصدقة، والجاهر بالقرآن كالجاهر بالصدقة "

وذهب الحسن وقتادة إلى أن الإخفاء في كل صدقة أفضل؛ مفروضة كانت أم تطوعا.

قوله عز وجل: { ويكفر عنكم من سيئاتكم }؛ قرأ ابن عباس وعكرمة: (وتكفر) بالتاء؛ يعني الصدقات. وقرأ الحسن وابن عامر وحفص: (ويكفر) بالياء والرفع على معنى ويكفر الله. وقرأ ابن كثير وعاصم وأبو عمرو بالنون ورفع الراء على الاستئناف؛ أي ونحن نكفر. وقرأ أبو جعفر وشيبة ونافع والأعمش وحمزة والكسائي بالنون والجزم عطفا على موضع الفاء التي في قوله: { فهو خير لكم } لأن موضعها جزم بالجزاء.

وقوله تعالى: { من سيئاتكم } أدخل (من) للتبعيض؛ ليكون العباد فيها على وجل فلا يتكلوا. وقال نحاة البصرة: معناه الإسقاط؛ ويكفر عنكم سيئاتكم.

Bilinmeyen sayfa