من جآء بالحسنة فله عشر أمثالها
[الأنعام: 160].
[2.262]
قوله عز وجل: { الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله ثم لا يتبعون مآ أنفقوا منا ولا أذى }؛ نزلت في شأن النفقة التي يستحق بها الثواب المضاعف؛ معناه: { الذين ينفقون أموالهم في } طاعة الله { ثم لا يتبعون مآ أنفقوا منا } على السائل نحو أن يقول للسائل إذا وقع بينه وبينه خصومة: أعطيتك كذا، وأحسنت إليك، وما أشبهه مما يبغض على السائل. وأصله من القطع؛ يقال: مننت الشيء إذا قطعته؛ ومنه قوله تعالى:
فلهم أجر غير ممنون
[التين: 6] أي غير مقطوع، ويقال: جبل منين؛ أي مقطوع. وقيل: أصل المنة النعمة، يقال: من (يمن) إذا أعطى وأنعم، قال الله تعالى:
هذا عطآؤنا فامنن أو أمسك
[ص: 39] أي أعط أو أمسك.
وقال الكلبي: (نزلت هذه الآية في عثمان وعبدالرحمن بن عوف، أما عثمان رضي الله عنه فجهز المسلمين في غزوة تبوك بألف بعير بأقتابها وأحمالها).
" وروي أن عثمان جاء بألف مثقال في جيش العسرة فصبها في حجر رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكان صلى الله عليه وسلم يدخل يده فيها ويقلبها ويقول: " ما يضر عثمان ماذا عمل بعد اليوم ". وقال أبو سعيد الخدري: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم رافعا يديه يدعو لعثمان ويقول: " يا رب، عثمان رضيت عنه فارض عنه " فما زال يدعو رافعا يديه حتى طلع الفجر "
Bilinmeyen sayfa