282

Tefsir-i Kebir

التفسير الكبير

Türler

وقال الحسن وقتادة: (إن هذه الآية خاصة في أهل الكتاب أن لا يكرهوا على الإسلام بعد أن يؤدوا الجزية، وأما مشركو العرب فلا يقرون بالجزية ولا يقبل منهم إلا الإسلام أو السيف).

والقول الثالث: أن معناه: من دخل في الإسلام بمحاربة المسلمين ثم رضي بعد الحرب فليس بمكره؛ أي لا يقولوا لهم: إنما أسلمتم كرها؛ فلا إسلام لكم.

ومعنى الآية: { لا إكراه } في الإسلام؛ أي لا تكرهوا على الإسلام، { قد تبين الرشد من الغي فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله }؛ أي قد وضح الطريق المستقيم من الطريق الذي ليس بمستقيم بما أعطاه الله أنبيائه من المعجزات، فلا تكرهوا على { الدين }. ودخول الألف واللام في (الدين) لتعريف المعهود.

قوله تعالى: { فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها }؛ أي فمن يكفر بما أمر الله أن يكفر به، ويصدق بالله وبما أمر به، فقد عقد لنفسه من الدين عقدا وثيقا لا تحله حجة من الحجج لا انقطاع لها بالشبهة والشكوك. قوله تعالى: { والله سميع عليم }؛ أي سميع لما يعقده الإنسان في أمر الدين، عالم بنيته في ذلك.

والغي: نقيض الرشد. والطاغوت: مأخوذ من الطغيان، والطاغوت اسم للأصنام والشياطين وكل ما يعبد من دون الله تعالى.

[2.257]

قوله عز وجل: { الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور }؛ معناه: الله ولي المؤمنين في نصرهم وإظهارهم وهدايتهم في إقامة الحجة في دينهم، ومتولي خزانتهم على حسن عملهم، يخرجهم من ظلمات الكفر إلى نور الهدى.

وقوله تعالى: { والذين كفروا أوليآؤهم الطاغوت يخرجونهم من النور إلى الظلمات أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون }؛ معناه: والذين جحدوا توحيد الله أولياؤهم الذين يتولونهم الطاغوت.

ومعنى: { يخرجونهم من النور إلى الظلمات } ، ولم يكن لهم نور؛ قيل: أراد به اليهود والنصارى الذين كانوا على دين عيسى عليه السلام؛ خرجوا من التوحيد الذي كانوا فيه إلى الكفر بمحمد صلى الله عليه وسلم.

[2.258]

Bilinmeyen sayfa