300

Tafsir al-Uthaymeen: As-Saffat

تفسير العثيمين: الصافات

Yayıncı

دار الثريا للنشر والتوزيع

Baskı Numarası

الأولى

Yayın Yılı

١٤٢٤ هـ - ٢٠٠٣ م

Yayın Yeri

الرياض - المملكة العربية السعودية

Türler

الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ﴾ [التوبة: ٤٠] فهنا لم يذكر الله ﷾ كيف نصره على قريش وهو في الغار، فعلى أي شيء يحمل؟ وردت أحاديث ضعيفة بأنه عششت عليه العنكبوت، وأنه صار على فم الغار حمامة، وأن الله أنبت شجرة تحجز رؤية المشركين للرسول ﷺ وصاحبه أبي بكر ﵁ (^١) فهذه الثلاث أمور حسية تمنع من رؤية النبي ﷺ وصاحبه في الغار، ولكن وجودها في هذا الوقت آية، فالله ﷿ أنبت هذه الشجرة، وسخر هذه الحمامة لتقف على باب الغار، وسخر العنكبوت لتنسج على بابه، وهذه آية لا شك، ولكن هناك آية أعظم من هذا، وهي آية محضة وهي أن الله ﷾ أعمى أبصارهم عن رؤية النبي ﷺ وصاحبه لأنهم وقفوا على الغار على أقدامهم حتى قال أبو بكر ﵁: "لو نظر أحدهم إلى قدمه لأبصرنا" (^٢) كما صح ذلك عند البخاري ومسلم وغيرهما، وهذا مما يدل على ضعف قصة العنكبوت والحمامة

(^١) أخرجه الإمام أحمد في المسند (١/ ٣٤٨) وليس فيه ذكر للحمامة. وانظر السيرة النبوية لابن هشام (٢/ ١٤٤) وقد مال محققا السيرة إلى تحسين حديث نسيج العنكبوت والحمامتين على باب الغار، استئناسًا بتحسين الحافظين ابن حجر وابن كثير، انظر هامش السيرة. وانظر الفصول في سيرة الرسول ﷺ (ص/ ٥٢) طبعة دار الصفا، ومال محققه إلى تضعيف الخبر.
(^٢) أخرجه البخاري، كتاب التفسير، باب قوله: ﴿ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ﴾ (٤٦٦٣) ومسلم، كتاب فضائل الصحابة، باب من فضائل أبي بكر الصديق ﵁. (٢٣٨١)

1 / 303