296

Tafsir al-Uthaymeen: Al-Imran

تفسير العثيمين: آل عمران

Yayıncı

دار ابن الجوزي للنشر والتوزيع

Baskı Numarası

الثالثة

Yayın Yılı

١٤٣٥ هـ

Yayın Yeri

المملكة العربية السعودية

Türler

هذا المشار إليه إما أقرب مذكور أو كل ما سبق في قوله: ﴿فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ﴾، ﴿إِنَّ اللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ﴾، هذا: أي تقوى الله وطاعة رسوله وتحقيق العبادة له.
﴿صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ﴾، أي طريق، ولا يسمى الطريق صراطًا إلا إذا اجتمع فيه السعة والاعتدال؛ لأنه مأخوذ من (السَّرْط)، وهو الابتلاع بسرعة، وإن شئت فقل: من (الزرط) وهو الابتلاع بسرعة، والطريق الواسع المستقيم يبتلع سالكيه بسرعة؛ لأن الضيق لا يمشي الناس فيه إلا رويدًا رويدًا ببطء، وغير المستقيم لا يوصل للغاية إلا ببطء سواء كان انحرافه على اليمين أو الشمال أو من حيث الصعود والنزول، فإنه إذا كان صاعدًا نازلًا أتعب السالك.
فإن كان الصراط مستقيمًا في الانحرافات يمينًا وشمالًا وكذلك في الصعود والنزول اختصر الطريق، فإذا قدرنا أن هناك غاية تصل إليها بالطريق المستقيم في ثلاثين مترًا، إلا أن فيه تعاريج، كل تعريجة عشرة أمتار، وفيها عشرة تعاريج، فإنك ستصل إلى الغاية بمائة متر، فالحاصل أن الصراط قال العلماء لا يكون صراطًا إلا إذا كان واسعًا مستقيمًا، وهو مأخوذ من السرط أو الزرط.
إذن، هو ﴿مُسْتَقِيمٌ﴾ يعني لا اعوجاج فيه، ووصفه بالاستقامة بعد أن قلنا إن الصراط هو الطريق الواسع المستقيم الذي ليس فيه اعوجاج من باب التوكيد، كما تقول: هو رجل رجل. ما معنى رجل رجل؟ . يعني جامع لمعاني الرجولة، كذلك (طريق مستقيم) يعني جامع لكل معنى الطريق ﴿هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ﴾.

1 / 298