ولقد علمتم الذين اعتدوا منكم في السبت فقلنا لهم كونوا قردة خاسئين
[البقرة:65]. وقال تعالى
قال فإنها محرمة عليهم أربعين سنة يتيهون في الأرض فلا تأس على القوم الفاسقين
[المائدة:26].
ونحو هذا من العقوبات المعجلة، لما علم الله فيها من العبرة للعباد والمصلحة لهم. فيكون من هذا ما فعل بهؤلاء من الختم والطبع. إلا أنهم إذا صاروا بذلك الى أن لا يفهموا، سقط عنهم التكليف كسقوطه عمن مسخ. وقد أسقط الله التكليف عمن يعقل بعض العقل كمن قارب البلوغ. ولسنا ننكر أن يخلق الله في قلوب الكافرين مانعا يمنعهم عن الفهم والاعتبار، إذا علم أن ذلك أصلح لهم، كما يذهب بعقولهم ويعمي أبصارهم، ولكن لا يكونون في هذا الحال مكلفين.
وثامنها: يجوز أن يفعل هذا الختم بهم في الآخرة، وإنما أخبر عنه بالماضي لتحققه وتيقن وقوعه، كما قد أخبر أنه يعميهم، قال:
ونحشرهم يوم القيامة على وجوههم عميا وبكما وصما
[الإسراء:97]. وقال:
ونحشر المجرمين يومئذ زرقا
[طه:102]. وقال:
Bilinmeyen sayfa