273

[التوبة:125]. أي ازدادوا بها كفر الى كفرهم.

ورابعها: أن يكون ذلك حكاية لما كان الكفرة يقولونه تهكما به في قولهم:

قلوبنا في أكنة مما تدعونا إليه وفي آذاننا وقر ومن بيننا وبينك حجاب

[فصلت:5].

ونظيره في الحكاية والتهكم قوله:

لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين منفكين حتى تأتيهم البينة

[البينة:1].

وخامسها: إن المراد به تمثيل حال قلوبهم بقلوب البهائم التي خلقها الله خالية عن الفطن، أو قلوب مقدرة ختم الله عليها. ونظيره: سال به الوادي: إذا هلك، وطارت به العنقاء: إذا طالت غيبته.

وسادسها: إن المراد من الختم من الله على قلوب الكفار، وهو الشهادة منه عليهم بأنهم لا يؤمنون، وعلى قلوبهم بأنها لا تعي الذكر ولا تقبل الحق، وعلى أسماعهم بأنها لا تصغي الى الحق، كما يقول الرجل لصاحبه: أريد أن يختم على ما يقوله فلان أي يصدقه ويشهد بأنه حق، فأخبر الله تعالى في الآية الأولى بأنهم لا يؤمنون، وأخبر في هذه الآية أنه قد شهد بذلك وحفظه عليهم.

وسابعها: ما قال بعضهم: إنها جاءت في قوم مخصوصين من الكفار، فعل الله بهم هذا الختم والطبع في الدنيا عقابا لهم في العاجل، كما عجل لكثير من الكفار عقوبات في الدنيا، كما قال تعالى:

Bilinmeyen sayfa