الشراك مردود بالكتاب والسنة.
وفي الآية قراءتان مشهورتان النصب والخفض١، وتوجيه إعرابهما مبسوط في موضعه٢، وقراءة النصب نص في وجوب الغسل؛ لأن العطف على المحل إنما يكون إذا كان المعنى واحدًا، كقوله٣:
... ... ... ... ... فلسنا بالجبال ولا الحديدا
وليس معنى مسحت برأسي ورجلي، هو معنى مسحت رأسي ورجلي، بل ذكر الباء يفيد معنى زائدًا على مجرد المسح، وهو إلصاق شيء من الماء بالرأس٤،
_________
١ يعني في لفظ "أرجلكم" وقراءة النصب، قرأ بها نافع وابن عامر والكسائي ويعقوب وحفص، والباقون بالخفض. انظر المبسوط في القراءات العشر، ص (١٨٤)، والنشر في القراءات العشر (٢/٢٥٤) .
٢ انظر الحجة للقراء السبعة (٣/٢١٤، ٢١٥)، والكشف عن وجوه القراءات السبع (١/٤٠٦) .
٣ هذا الشعر لعُقَيْبة بن هُبيرة الأسدي، شاعر جاهلي إسلامي (ت نحو: ٥٠؟) قاله لمعاوية بن أبي سفيان ﵁ في أبيات وصدر البيت: (معاوي إننا بشر فأسجح) . ووجه الاستشهاد بالبيت أن "الحديدا" منصوب عطفًا على محل الجبال المجرورة لفظًا. وقد تبع المؤلف سيبويه وغيره في الاحتجاج بالبيت. انظر الكتاب (١/٦٧)، والإنصاف في مسائل الخلاف (١/٣٣٢)، ولسان العرب (١٠/١٢٠) "غمز" على أن قافية هذا الشعر قد جاءت مجرورة في خلاف يطول ذكره. انظر خزانة الأدب (٢/٢٦٠) . وإن أردت الوقوف على غير المراجع المذكورة التي أوردت هذا الشعر فانظر المعجم المفصل في شواهد النحو الشعرية (١/٢٠٩، ٢١٠) .
٤ تابع المؤلف شيخ الإسلام في عدم صحة عطف قراءة ﴿وَأَرْجُلَكُمْ﴾ بالنصب على محل ﴿بِرُؤُوسِكُمْ﴾ لوجود الاختلاف بينهما وبين ما جاء في البيت المذكور. انظر فتاوى شيخ الإسلام (٢١/٣٤٩) . وكون الباء للإلصاق هو رأي الزمخشري في الكشاف (١/٥٩٧)، وشيخ الإسلام في مجموع الفتاوى (٢١/٣٤٩) . وقد قيل في الباء غير ما ذكر. انظر الدر المصون (٤/٢٠٩) .
120 / 64