3

فإذا قلت مكبرا محرما على نفسك جميع حظوظك من دنياك: الله أكبر، لا بد لك أن تلاحظ معناه بأنه: الذات الأعظم الأكبر في ذاته لا بالنسبة إلى الغير؛ إذ لا غير، وافعل هذا للصفة لا للتفضيل وتجعلها نصيب عينيك وعين مطلبك ومقصدك.

وإذا قلت قلت متيمنا متبركا: بسم الله، انبعثت رغبتك إليه ومحبتك له.

وإذا قلت: الرحمن، استنشقته من النفس الرحماني ما يعينك على الترقي نحو جنابه.

وإذا قلت: الرحيم، استروحت بنفحات لطفه ونسمات رحمته، وجئت بمقام الاستئناس معه سبحانه بتعديد نعمه على نفسك.

وإذا قلت شاكرا لنعمه: الحمد لله، توسلت بشكر نعمه إليه.

وإذا قلت: رب العالمين، تحققت بإحاطته وشموله وتربيته على جميع الأكوان.

وإذا: قلت الرحمن، رجوت من سعة رحمته وعموم إشفاقه ومرحمته.

وإذا قلت: الرحيم: نجوت من العذاب الأليم الذي هو الالتفات إلى غير الحق، ووصلت إليه بعدما فصلت عنه بل اتصلت.

وإذا قلت: مالك يوم الدين، قطعت سلسلة الأسباب مطلقا، وتحققت بمقام الكشف الشهود وحين ظهر لك ما ظهر، فلك أن تقول في تلك المقام والحالة بلسان الجمع: إياك نعبد، بك مخاطبين لك وإياك نستعين بإعانتك مستعينين منك.

وإذا قلت: اهدنا الصراط المستقيم، تحققت بمقام العبودية.

Bilinmeyen sayfa