الاغترار بها، والسكون إليها، لقطعه عنها.
ولقد أحسن من قال:
اذكر الموت هادم اللذات ... وتجهز لمصرع سوف يأتي
وقال غيره:
واذكر الموت تجد راحة ... في إذكار الموت تقصير الآمل
وأجمعت الأمة على أن الموت ليس له سن معلوم، ولا زمن معلوم، ولا مرض معلوم.
وذلك ليكون المرء على أهبة من ذلك، مستعدًا لذلك.
وكان بعض الصالحين ينادي بليل على سور المدينة: الرحيل.
الرحيل.
فلما توفي فقد صوته أمير المدينة فسأل عنه.
فقيل: إنه قد مات فقال:
ما زال يلهج بالرحيل وذكره ... حتى أناخ ببابه الجمال
فأصابه متيقظًا متشمرًا ... ذا أهبة لم تلهه الآمال
وكان يزيد الرقاشي يقول لنفسه: ويحك يا يزيد، من ذا يترضى عنك ربك الموت؟ ثم يقول: أيها الناس ألا تبكون وتنوحون على أنفسكم باقي حياتكم؟ من الموت طالبه والقبر بيته.
والتراب فراشه.
والدود أنيسه.
وهو
1 / 124