وَهُوَ يَقُول: " أتسرعون السّير والمنايا تسرع بكم الى الْجنَّة. . فَقَالَ الْحُسَيْن يَا أَبَت لَا حَاجَة لي إِلَى الرّجْعَة إِلَى دَار الدُّنْيَا بعد رؤيتك فَقَالَ النَّبِي: لَا بني لَا بُد لَك من الرّجْعَة وَهِي سَاعَة لم يكذب فِيهَا " ثمَّ صلى الظّهْر وَركب جَوَاده فَقتل شَهِيدا
فَهَذَا دَلِيل على أَن الرُّؤْيَا اصح مَا تكون عِنْد الزَّوَال
وَإِن كَانَت الرُّؤْيَا فِي أول اللَّيْل فَإِنَّهَا تصح بعد شهر أَو عشرَة أَيَّام. والرؤيا فِي آخر اللَّيْل لَا تتأخر
وَقيل أَكثر مَا تُؤخر الرُّؤْيَا الى سنة لِأَن الْأَعْمَار قد قصرت
وَمن رأى رُؤْيا وَهُوَ مستلق على ظَهره فَهِيَ صَحِيحَة وَكَذَلِكَ على شقَّه الْأَيْسَر هَذَا قَول الْحُكَمَاء.
وَصحت على رُؤْيا مُحَمَّد بعد عشْرين سنة.
الْمقَالة الْعَاشِرَة:
فِي قُوَّة الرُّؤْيَا وضعفها أما قُوَّة الرُّؤْيَا فَهُوَ فِي زمن جَرَيَان المَاء فِي عروق الشّجر إِلَى حِين يسْقط وَرقهَا وَلَا سِيمَا عِنْد خُرُوج الثِّمَار لِأَن فِي ذَلِك الْحِين إِذا كسرت غصنا خرج عوضه اثْنَان وَكَذَلِكَ الْوَرق إِذا قطعت ورقة خرج عوضهَا خَمْسَة أوراق واقبال السّنة إقبال وإدبارها أدبار فَلذَلِك اول النَّهَار للتفسير خير من آخِره.
الْمقَالة الْحَادِيَة عشر:
فِي الأضغاث: وَأما أضغاث الْمَنَام فَإِنَّهَا أَرْبَعَة أَشْيَاء مَتى زَادَت على طبيعة الْإِنْسَان فَإِنَّهَا تريه شَيْئا يُنَاسب ذَلِك وَهِي: البلغم، والسوداء
والدماء والصفراء.
فَمن غلب عَلَيْهِ البلغم والرطوبة فكثرة مَا يرى الْبحار والأمطار والأهوال
وَمن غلب عَلَيْهِ الدَّم فكثرة مَا يرى الألوان من الْأَحْمَر وَالْخمر والملاهي والأغذية الحلوة وَإِن كَانَ الْغَالِب عَلَيْهِ الصَّفْرَاء فكثرة مَا يرى الصَّوَاعِق والمعصفرات وَالْحَرب وَمن غلب عَلَيْهِ الْمرة السَّوْدَاء فكثرة مَا يرى السوَاد والظلمات والمخاوف والحرارة ترى الشموس
1 / 10