============================================================
عدو أو سماع هاتف أو غير ذلك من فنون الأفعال الناقصة للعادة.
وإن قال قائل: قد تشتبه الكرامات بالسحر؟ فقد قال العلماء المحققون: ان السحر يظهر على أيدي الفساق والزنادقة ونحوهم ممن لا يتقيد بالأحكام الشرعية ومتابعة السنة، وأما الكرامات فهي للاولياء الذين بلغوا في متابعة السنة والأخذ بالعزائم الدرجة العليا. وقد سئل بعض العلماء عن الكرامات فقال: إذا لم تعرف من هذا شيئا فارجع إلى الله تعالى الذي يفعل مايشاء: فصل اعلم يا أخي أني قد وضعت هذا الكتاب على حروف المعجم ليسهل تناوله، وسلكت في ذلك طريقة المؤرخين في ترتيب الأسماء الأول فالأول، كتقديم ابراهيم على آحمد، وأحمد على اسماعيل، إلى غير ذلك، الا اذا اجتمع شخصان في اسم واحد كابراهيم وابراهيم، وأحمد وأحمد، فإني أقدم حينئذ من كان اكثر شهرة أو أطول ترجمة، أو أقدم زمانا، اذ من كان بهذه الصفة استحق التقديم لا محالة. واعلم أني لا أذكر أحدا من الأحياء في ترجمة مستقلة، بل قد أذكر من أذكره على سبيل التبعية لسلفه، فإن الموجودين قد يحدث الله لهم زيادات في الخير فيكون ذكرهم بدون ذلك نقصا في حقهم، وقد رأيت جماعة من مصفي الطبقات ذكروا جماعة من معاصريهم ثم حدث لهم بعد ذلك من الخسير والعلوم والمصنفات وغير ذلك ما صار ذكرهم لهم تقصيرا في حقهم لا محالة. ثم اعلم أني ذكرت جماعة ممن لهم تعلق بالاشتغال بسالعلم والتدريس ونحوه مما لا ينافي الولاية، وربما كان زيادة، فقد كان جماعة من الأكابر بهذه الصفة كالشيخ أي القاسم الجنيد والامام القشيري والامام السهروردي، والطرق إلى الله تعالى بعدد أنفاس الخلائق، بل ذلك أفضل من العبادة المجردة، إذا صدقت النية فيه وحصل الاخلاص لتعدى النفع به للمسلمين، وقد قال رسول الله انوم العالم أفضل من عبادة الجاهل". ولم أقصد بهذا الكتاب أفراد السادة الصوفية فقط فإن اسم الولاية يشملهم ويشمل غيرهم، وفضل الله
Sayfa 40