9
تلقيت الانطباع بأن شخصيتي بحاجة إلى تحسين وتدريب، وتعلمت ألا أنجذب إلى الخطابة فأكتب خواطري أو ألقي خطبي الوعظية الصغيرة، أو آرائي بمظهر المتنسك أو المحسن، وأن أبتعد عن البلاغة وقرض الشعر وكتابة الإنشاء، وألا أتجول في البيت بالملابس الرسمية، أو أفعل فعلا من هذا القبيل، وإذا كتبت رسائل أن أكتبها بأسلوب بسيط مثل رسالته التي كتبها إلى والدتي من سينوئيسا، وأن أكون مرحبا بالصلح مع من أساءوا إلي بمجرد أن يجنحوا للسلم، وأن أقرأ بتمعن ولا أكتفي بأفكاري السطحية أو أسارع بقبول آراء المتفيهقين، وإنني لمدين له بتعرفي على «مذكرات إبكتيتوس»
10
التي تفضل علي بنسخته الخاصة منها. (1-8) ومن أبولونيوس
Apollonius
11
حرية الإرادة، وعدم الحيود عن الهدف أو التعويل على أي شيء آخر سوى العقل، وأن أظل كما أنا لا يبدلني الألم المفاجئ أو فقدان طفل أو المرض الطويل، وأن أرى فيه مثالا حيا يبين أنه بوسع المرء أن يجمع بين الشدة واللين، ولا يكون فظا في إصدار تعليماته، وأرى أمام عيني إنسانا يعتبر خبرته ومهارته في بسط نظراته الفلسفية هي أقل مواهبه. وتعلمت منه أيضا كيف أتلقى من الأصدقاء أفضالا عظيمة فلا يحط ذلك من قدري عندهم ولا أنا أنكر فضلهم أو أغفله. (1-9) من سكستوس
Sextus
12
تعلمت الأريحية، ونمطا من العائلة التي تحكم بطريقة أبوية، ومفهوم الحياة التي تعاش وفقا للطبيعة، ووقارا في غير تكلف، ورعاية مصالح الأصدقاء، والتسامح تجاه الجهال من الناس وتجاه راكبي رءوسهم، والتلطف مع الجميع بحيث كانت متعة الحوار معه أعظم من أي تملق، وكان مجرد حضوره يجلب إليه الإجلال من جميع جلسائه. كان لديه ملكة اكتشاف وتنظيم المبادئ الضرورية للحياة بطريقة ذكية ومنهجية. لم يتملكه الغضب قط أو أي انفعال آخر، بل كان خليا تماما من الانفعال وشدة الرقة والعطف، وكان بوسعه أن يعبر عن استحسانه بلا صخب، وكان يمتلك معرفة عريضة بلا تظاهر ولا ادعاء. (1-10) ومن الإسكندر النحوي تعلمت ألا أتسقط الأخطاء، وألا أقرع من يرتكب خطأ في المعجم أو التركيب أو النطق، بل أدخل بحذق نفس التعبير الذي كان ينبغي استخدامه، وذلك في شكل إجابة أو توكيد، أو بالاشتراك في مناقشة حول الشيء نفسه لا حول الصياغة، أو بأي لون آخر من مثل هذا التنبيه اللبق. (1-11) ومن فرونتو
Bilinmeyen sayfa