ابن حامد :
أفترين هذا الليل جميلا؟ إنك لأجمل منه! ففي غدائرك تموج لا ألمسه في فحمة سواده، وفي عينيك سحر لا أراه في بريق نجومه. وهذا القمر المتسلل بخيوطه الفضية من خلال الأوراق؟ إن نظراته أقل عمقا وشعرا من نظراتك ...
دريدة :
أشعر أن الليل يحبني لأنني أشبهه، أشبهه بعمق عواطفي، وبتألق حبي! أما الجمال الذي تصف فلم يهبنيه غير حبك ... وكم أتمنى لو لبست الليل رداء أوشيه بالنجوم، وأمنطقه بالقمر؛ فأزيد جمالا في عينيك.
ابن حامد :
وأنا أتمنى لو كان لي هذا الليل؛ فأنظم من نجومه لك عقدا، وأخلع من قمره عليك تاجا، لا لأزيدك جمالا، فأنت فوق الجمال، وإنما لأرفعك فوق البشر.
دريدة :
إن حبك حسبي، فبه أحيا وبه أموت. حدثني عن الحب بنغمتك الشعرية الساحرة، ففي كلماتك ما يرفعني إلى عالم السماء.
ابن حامد :
الحب؟ ومن يحدد الحب؟ هو أنت، هو أنا، هو كل شيء نابض فوق هذه الأرض ...
Bilinmeyen sayfa