أشخاص الرواية
وقائع الرواية
1 - بين الولاء والحب
2 - بين العرش والجمال
3 - بين الخداع والحب
4 - بين الجامع والنطع
5 - بين الزوج والحبيب
الصوت والصدى
أشخاص الرواية
وقائع الرواية
Bilinmeyen sayfa
1 - بين الولاء والحب
2 - بين العرش والجمال
3 - بين الخداع والحب
4 - بين الجامع والنطع
5 - بين الزوج والحبيب
الصوت والصدى
سقوط غرناطة
سقوط غرناطة
تأليف
فوزي المعلوف
Bilinmeyen sayfa
أشخاص الرواية
أبو عبد الله:
سلطان غرناطة.
إبراهيم:
من أشراف الأندلس.
دريدة:
بنت إبراهيم.
ابن حامد:
سيد بني سراج.
علي:
Bilinmeyen sayfa
سيد بني زغرة.
طرفة:
سيد بني عبس.
عتبة:
سيد بني مكناسة.
موسى:
أحد فرسان العرب.
المنصور:
من رجال ابن حامد.
عمر:
Bilinmeyen sayfa
من رجال ابن حامد.
حمد:
خادم علي.
عثمان:
خادم دريدة.
أحد حجاب السلطان.
قائد إسباني.
رسول إسباني.
عبيد - حجاب - جوار - جنود عرب وإسبان.
وقائع الرواية
Bilinmeyen sayfa
استوحى فوزي المعلوف موضوع روايته المسرحية هذه من قصة «كونزلف القرطبي» «بالفرنسية:
Gonzalve de Cordoue
وبالإسبانية:
Gonzalo Fernandez de Cordoba » للكاتب الفرنسي فلوريان (Florian) . وهي رواية شعرية تشيد بمآثر ذلك البطل الأندلسي الذي انتصر على آخر ملوك العرب في إسبانيا أبو عبد الله الأحمر صاحب غرناطة، سنة 1492م.
كذلك استلهم فوزي في تأليف مسرحيته الكاتب الفرنسي الكبير شاتوبريان (Chateaubriand)
الذي أصدر سنة 1826م قصته التاريخية «مغامرات آخر بني سراج» (Les Aventures du dernier Abencerage)
وسمى بطلها ابن حامد، وهو اسم البطل أيضا في مسرحية «سقوط غرناطة».
وفيما يلي وقائع المسرحية المأساة بحسب تتابع فصولها:
الفصل الأول: «بين الولاء والحب»
علي سيد بني زغرة المعروف بحقده على ابن حامد وحسده له بسبب تفوقه وبطولته، يوغر صدر السلطان أبي عبد الله على ابن حامد وحبيبته دريدة التي ينظر إليها السلطان دائما بشبق عارم، فلا تعيره أي اهتمام، بل تعرض عنه باستمرار، ويشجع علي أبا عبد الله على قتل ابن حامد للحصول على تلك المرأة الخارقة الجمال، لكن السلطان يطري مناقب ابن حامد وبطولاته في الدفاع عن العرش، ويرفض الغدر به، فينصحه علي بأن يعرض عليها حبه علنا، فإما تقبل أو ترفض. وبعد حوار حميم حول الحب والحرب بين دريدة وابن حامد، يلبي هذا الأخير دعوة والدها إبراهيم الذي طلبه لأمر مهم .
Bilinmeyen sayfa
ينتهز أبو عبد الله وعلي الفرصة فيكشفان عن وجهيهما وكانا متنكرين، ويتقدم السلطان طالبا يد دريدة، واعدا إياها بالملك، معلنا شغفه بها، لكنها ترفض قطعا، وينتهي الحوار بمشادة عنيفة بينهما ينسحب على أثرها أبو عبد الله ورفيقه مهددا متوعدا.
يعود ابن حامد وإبراهيم والد دريدة إلى لقائها، ويخبرانها أن الإسبان بدءوا حصار المدينة، وأن الحرب واقعة لا محالة، ثم يقترحان ترحيلها إلى منطقة آمنة؛ فترفض رفضا قاطعا، وتخبرهما بما كان بينها وبين أبي عبد الله، وهكذا يبدأ الصراع في نفس ابن حامد بين حبه لدريدة وولائه للعرش الذي يزاحمه صاحبه على قلبها.
الفصل الثاني: «بين العرش والجمال»
ينشط علي في تحريض السلطان على ابن حامد وحبيبته التي يدعي أنها وجهت إلى أبي عبد الله إهانة كبرى برفضها يده، ويقنعه بأن يستدعي إليه كلا من خطيبها ابن حامد ووالدها إبراهيم، ويطلب منهما أن تتخلى دريدة عن ذلك الخطيب وتسلم إليه، ولكن الرجلين رفضا ذلك وتسلحا بأن الرأي يعود إليها في الموضوع.
يدخل أمراء القبائل ويوضحون للسلطان أن المدينة مهددة بالجوع والانهيار، وأنه لا بد من مواجهة الأعداء. وهنا يصل رسول من الإسبان يعرض على سلطان غرناطة تسليم المدينة وفق شروط مناسبة، فيميل معظم رؤساء القبائل إلى ذلك الحل، لكن ابن حامد وبعض الفرسان يرفضون التسليم، ويقررون القتال.
وكان علي قد وجد حلا ملغوما؛ بأن يسلم السلطان لابن حامد علم غرناطة المقدس الموروث عن أجداد العرب منذ فتح الأندلس، فإن خسره وانتزع منه في المعركة حكم عليه بالموت، وكانت دريدة من نصيب سلطانه، وإن استطاع المحافظة عليه يكون قد انتصر على الإسبان وبقيت حبيبته له.
وهكذا تقرر خوض القتال، فرد السلطان الرسول إلى الملكين الإسبانيين؛ إيزابيلا وفرديناند، وسلم العلم إلى ابن حامد الذي أعلن أن قومه بني سراج سيهاجمون الإسبان عند الفجر.
ولكن عليا كلف خادمه حمد بقتل إبراهيم وابن حامد، وسرقة العلم من هذا الأخير، مقابل مبلغ كبير من المال، وذلك أثناء المعركة أو في أي مناسبة ممكنة.
الفصل الثالث: «بين الخداع والحب »
تحاول دريدة عبثا أن تثني والدها الشيخ إبراهيم وحبيبها ابن حامد عن خوض المعركة أو تذهب معهما إلى ساحة القتال؛ فتفشل في ذلك. وفيما يجتمع فرسان بني سراج ويمشون إلى القتال شاهرين سيوفهم يكيد علي وخادمه حمد المكائد لهم، وتدور رحى الحرب بينهم وبين الإسبان، فيغنم ابن حامد ورجاله من العدو غنائم شتى بعد انتصاره الساحق عليهم في اليوم الأول.
Bilinmeyen sayfa
ثم يأوي ابن حامد وجنوده إلى مضاربهم ليلا، ويصر إبراهيم أن يحمي العلم في مضربه، ويحاول ابن حامد أن يثنيه عن ذلك ويتولى حماية العلم بنفسه فلا يوفق، وينام الجميع فيتسلل حمد إلى مضرب إبراهيم ويقتله ويمضي بالعلم، ويصحو بنو سراج على جلبة الإسبان وقد انقضوا ليلا بمساعدة حمد على مخيم بني سراج، فيغدرون بهم وهم نيام. وتدور معارك طاحنة يصاب خلالها ابن حامد بجراح، ويقبض عليه جنود السلطان ويسجنوه بعد أن نقله رجاله جريحا إلى داخل المدينة.
دريدة تنتحب على جثة أبيها.
الفصل الرابع: «بين الجامع والنطع»
1
يتألف هذا الفصل من قسمين:
في القسم الأول: يحاول أبو عبد الله وعلي بكل وسيلة إقناعها بالتخلي عن ابن حامد واعتلاء العرش زوجة للسلطان فترفض. عندئذ يبرز أمامها أبو عبد الله حكم علماء غرناطة وقضاة الشرع فيها بإعدام ابن حامد لأنه خسر العلم المقدس. وبعد جدل طويل ومحاولة انتحار من جانب دريدة، يعدها السلطان بأن يعفو عن ابن حامد ويبعده عن غرناطة إن هي قبلت به - أي بالسلطان - زوجا. وينتهي الأمر بقبول الفتاة تلك التضحية لافتداء حياة ابن حامد.
أما في القسم الثاني: فيبدو ابن حامد الجريح في السجن خاضعا لتحرشات علي وحمد، ويعاني آلاما مبرحة من جراحه كادت تودي بحياته. ثم يخبره علي بأن دريدة زفت إلى السلطان والتمست من زوجها العفو عنه شرط نفيه إلى إفريقية. ويطلق علي ابن حامد من السجن ويذهب به إلى منفاه.
الفصل الخامس: «بين الزوج والحبيب»
يعود ابن حامد إلى غرناطة خلسة ويتسلل إلى قصر الحمراء متنكرا بزي زنجي، ويدخل جناح دريدة في الحرم الملكي ، فيدور بينهما عتاب طويل، ويتهمها ابن حامد بأنها خانته وأنكرت عهده، ثم يدفع إليها بخنجر طالبا منها قتله في صراع عاطفي، فيسقط الخنجر على الأرض، وتدافع دريدة عن موقفها وتفهمه أنها الآن حريصة على شرف زوجها إلى آخر ما هنالك من حوار عميق، كما تطلب منه أن يبتعد عن غرناطة إذا كان فعلا وفيا لحبها.
كان علي وحمد يستمعان خلسة إلى الحوار الدائر بين الحبيبين، فنقلا الكلام محرفا إلى أبي عبد الله، وسلماه خنجر ابن حامد زاعمين أن الرجل سلمه إلى دريدة لتقتل به سلطان غرناطة.
Bilinmeyen sayfa
يحاول ابن حامد الفرار، ولكن حامية القصر تقبض عليه، ويتهمه أبو عبد الله بخيانة الوطن، كما يتهم زوجته دريدة بخيانته شخصيا، ويطوق بنو سراج القصر طالبين تسليمهم ابن حامد، فيأمر السلطان بقتله، ويكلف بذلك حمدا؛ فينفذ الحكم فورا، ثم يطلب أبو عبد الله من جنوده رد بني سراج على أعقابهم. وهنا ينتاب دريدة ضرب من الجنون، فتفقد صوابها، وتمر بحالة من الهستيريا بين الحياة والموت، ثم لا تنفك تضرب رأسها بالأرض حتى تزهق روحها انتحارا. أما حمد فيكون قد هرب مع الذهب الذي غنم من خيانته، ولكن سيده عليا الذي جرح في الدفاع عن القصر ضد بني سراج يعود إليه ضميره، ويعترف أمام السلطان بالمؤامرات التي دبرها ضد ابن حامد ودريدة، وتفيض روحه من عمق جراحه.
أبو عبد الله يعاني هو الآخر صحوة ضميره، ويدخل الإسبان القصر، فيشهر سيفه، لكن الأعداء يطوقونه فورا طالبين سيفه، فيقول لهم: إن سيف سلطان غرناطة لا يسلم لأحد. ثم يكسر السيف، ويسمع صوت يقول له من الخارج: ابك مثل النساء ملكا لم تحافظ عليه مثل الرجال.
الفصل الأول
بين الولاء والحب
المكان:
جنة العريف في حدائق قصر الحمراء بغرناطة العربية.
المنظر:
ليلة مقمرة، أشجار وأزهار.
المشهد الأول (أبو عبد الله - علي «متنكران»)
أبو عبد الله :
Bilinmeyen sayfa
أهنا يجتمع الحبيبان؟ وبين قصوري؟ إن هذا لا يكاد يصدق!
علي :
ثق بي يا مولاي السلطان ...
أبو عبد الله :
صه! ولا تلفظ كلمة «سلطان»! أفما ترى في أي موقف نحن؟
علي :
طالما رأيتهما يا سيدي في هذا المكان، وفي ظل هذه الشجرة، يتناجيان ويتشاكيان.
أبو عبد الله :
قدك تثير غيرتي وغضبي! الويل كل الويل لتلك الفتاة!
فكم أعربت لها بنظراتي عما بي وهي تعرض عني وتنفر مني!
Bilinmeyen sayfa
علي :
ما الذنب ذنب فتاة لا تميز بين أمسها وغدها، بل ذنب من أغراها وزرع بغضك في قلبها! فأنت تعرف ابن حامد وتعرف مبلغ عداوته لك. فمتى انتقمت منه خلا لك الجو بها!
أبو عبد الله :
أواه! من لي بتلك السعادة! ...
علي :
إذا قتلت حبيبها سلته، فقلوب النساء في «الهوى» كالريشة يلعب بها «الهوا»! ...
أبو عبد الله :
أراك تذكر القتل كأمر غير خطير! ولكن هبنا تمكنا من الإيقاع بالرجل، فما تكون العاقبة؟ ثورة تلطخ جدران الحمراء بالدم، وتصبح للمؤرخين من بعدنا موضوع طباق بديعي بديع الحمرة! وهل يهدر دمه عند قومه بني سراج وهو عميدهم وفارسهم، فلا ينتقموا له؟ أما والله إننا أحوج إلى السكينة منا إلى الثورة! كيف لا والإسبان على قاب قوسين من أسوارنا! ...
علي :
للقتل ضروب يا مولاي، وقد تفعل الحيلة ما لا يفعله الخنجر.
Bilinmeyen sayfa
أبو عبد الله :
وهل أجعل ابن حامد أشرف مني بعد أن قدم سيفه لنصرتي وهو من ألد أعدائي؟ أوأنسى بلاءه الحسن في الذود عن عرشي فأناجزه العداء لا لشيء إلا لحبه غادة أحبها أنا؟
علي :
ليس في الحب - يا مليكي - سلطان
فكل العباد فيه سواء
إنما السلطة الوحيدة للحسن
فيقضي سلطانه ما يشاء
أبو عبد الله :
كفى يا علي، فمن العار أن أفرق بين قلبين جمعهما الحب، وفضلا عن ذلك فابن حامد أنقذ والد الفتاة من الأسر؛ فهي له وهو لها. وإن صيانة عرشي تقضي بعدم إغضابه.
علي :
Bilinmeyen sayfa
إذا كنت تخشاه فذلك أمر آخر ... ولكن ليثق مولاي أن بين رجالي أسودا لا تنام على ضيم، وهي تنتظر إشارة واحدة لتنقض على بني سراج وتسحقهم.
أبو عبد الله :
يا لك من خل وفي! أما سحق عرشي في سبيل غرامي فهو تضحية لا قبل لي بها ...
علي :
إنك في غنى عن هذه التضحية، وحسبك مطارحة تلك الفتاة حبك فتفضلك على حبيبها، ولا بد من حضورها هذه الليلة؛ فتكاشفها بما بك.
أبو عبد الله :
ولكن ... لا بأس فيما قلته ... فإما قبول - وذاك ما أتمناه - وإما صدود - وذاك ما أخشاه!
فديتك يا دار الحبيبة موردا
يحوم عليه اليوم قلبي للورد
لأنت كمن تحوين، إن قلت: رحمة
Bilinmeyen sayfa
لهذا المعنى، لم تعيدي ولم تبدي
فمن علم الأحجار أمثولة الجفا
سوى ذات قلب قد من حجر صلد
تعلقها قلبي لأول نظرة
فهل عندها من لوعة الحب ما عندي
جننت بها، والحسن كم ضيع الحجى!
جنون هوى لا ينتهي بي إلى حد
فسبحان من أعطى الهوى كل سلطة
فصار به السلطان أطوع من عبد
ومن قسم النارين، نارا بخدها
Bilinmeyen sayfa
من الحسن والأخرى بقلبي من الوجد!
علي :
على رسلك يا مولاي؛ أرى شبحين يتقدمان نحونا. هذا ابن حامد وبقربه دريدة!
أبو عبد الله :
فلنذهب قبل أن يشعرا بوجودنا.
علي :
بل نختبئ حيث نسمع حديثهما ولا يرانا أحد.
أبو عبد الله (يتردد قليلا) :
حسنا. (يختبئان.)
المشهد الثاني (ابن حامد - دريدة)
Bilinmeyen sayfa
ابن حامد :
أفترين هذا الليل جميلا؟ إنك لأجمل منه! ففي غدائرك تموج لا ألمسه في فحمة سواده، وفي عينيك سحر لا أراه في بريق نجومه. وهذا القمر المتسلل بخيوطه الفضية من خلال الأوراق؟ إن نظراته أقل عمقا وشعرا من نظراتك ...
دريدة :
أشعر أن الليل يحبني لأنني أشبهه، أشبهه بعمق عواطفي، وبتألق حبي! أما الجمال الذي تصف فلم يهبنيه غير حبك ... وكم أتمنى لو لبست الليل رداء أوشيه بالنجوم، وأمنطقه بالقمر؛ فأزيد جمالا في عينيك.
ابن حامد :
وأنا أتمنى لو كان لي هذا الليل؛ فأنظم من نجومه لك عقدا، وأخلع من قمره عليك تاجا، لا لأزيدك جمالا، فأنت فوق الجمال، وإنما لأرفعك فوق البشر.
دريدة :
إن حبك حسبي، فبه أحيا وبه أموت. حدثني عن الحب بنغمتك الشعرية الساحرة، ففي كلماتك ما يرفعني إلى عالم السماء.
ابن حامد :
الحب؟ ومن يحدد الحب؟ هو أنت، هو أنا، هو كل شيء نابض فوق هذه الأرض ...
Bilinmeyen sayfa
هو ثغر المنى فمشربه
عبرات وقوته قبل
هو في معرض النوى ألم
وهو في معرض اللقا أمل
هو رب والروح هيكله
عرفته إلى الورى المقل
مقل ألبسته علتها
فمشت في عبيده العلل
دريدة :
ليت سماء حبنا صافية كهذا الأديم! ولكنها، أواه، قاتمة متلبدة بالغيوم، فلا أكاد أشعر بالسعادة التي نحن فيها حتى يتراءى لي شبح الحرب، فأحس بخوف يعكر علي صفائي.
Bilinmeyen sayfa
أويردي الإنسان في الحرب خلق
الله ظلما لكي تعيش بلاده
ابن حامد :
إن تكن ميتة البسالة والمجد
فأكرم بها، ونعم جهاده
انظري، إننا أمام الحمراء. هذا القصر الذي يعانق السماء بقببه، والرابض على الثرى بأعمدته. إن هذا القصر بما حوله هو كل ما بقي لنا من تراث الجدود، ملوك عزيزو الجانب قاموا بتشييده، فاشتركت في بنائه عقول ناضجة، وقلوب نبيلة، وسواعد قوية. وها هو تحفة الفن وأعجوبة العصر، ولكن غرناطة صائرة بحمرائها إلى ما صارت إليه طليطلة بمعاهدها، وقرطبة بجوامعها، وأشبيلية بقلاعها، وذلك إذا لم نذد عن الحمراء بالأحمر من دمائنا، فلا تقع لقمة سائغة في فم أعدائنا. أفلا يسوءك أن تندثر هذه المدنية الزاهرة وقد اندثرت قرون وقرون في سبيل ازدهارها؟
دريدة :
ولكنك تدافع عن عرش طاغية ظالم لا عن غرناطة! وهل تنسى فساد أبي عبد الله وما يضمره لك من ضغينة؟
ابن حامد :
أنا أدافع عن عرش وطني لا عن عرش أبي عبد الله! إن الملوك فانون، أما المبادئ فخالدة، أنا أعلم أن أبا عبد الله طاغية غاشم، وأشعر بعدائه لي، ولكن الوطن فوق كل عاطفة! إنني أرى هذه الرياض حولي زاهية زاهرة، وأرى هذه الجوامع والمباني قائمة مشمخرة، ولكن ... قد يأتي زمن تندثر فيه، وتصبح خرائب وأطلالا، فلا يبقى من الحمراء غير بعض جدرانها، ومن جنة العريف غير بعض ترابها، فإذا مر بها أحد حفدتنا في المستقبل البعيد، ووقف في هذا الموضع، ونظر إلى الأطلال والدمعة في عينه، والحسرة في قلبه ، وقال: هنا تألق مجد أجدادي وهنا تقلص، هنا قامت مدينة بناها الشمم وهدمها الفساد، هنا ضاعت أمجادي وحال عزي، فأصبحت من أمة خاملة مضيعة، وأنا سليل شعب رفع للمدنية منارها، وكان للوطنية فخارها! هذا الحفيد سيعلن أبا عبد الله مضيع عرش أجداده، ولكنه لن يلعن من استماتوا في سبيل الذود عن حياضهم. وهذه أعظم مكافأة لنا عن جهادنا إذا لم يثمر دفاعنا؛ فضاعت جهودنا.
Bilinmeyen sayfa
دريدة :
لا أعلم، ولكنني خائفة عليك.
ابن حامد :
دريدة، إنني واقف الآن بين الحب والمجد، وعلي لكل منهما واجب سأقضيه.
أنتركهم طوعا يثلون عرشنا
وذا ركنه فوق النجوم مشيد
فيمحون من أوربة اسم محمد
وليس لعمر الحق يمحى محمد
أنتركهم يسترجعون بلادهم
ونحن سكوت لا حسام ولا يد
Bilinmeyen sayfa
دريدة :
إذا كنت تهواني تجنب لظى الوغى
وحاذر فإن الحرب للموت مورد
وروحك روحي إن أصبت بنكبة
أصبت بها فالعيش بعدك أنكد
ابن حامد :
إذا كنت في حبي تشكين فاسألي
فؤادك يخبر عنه والله يشهد
ولكن أوطاني علي عزيزة
وها هي تدعوني فحتام أقعد
Bilinmeyen sayfa