طلحةَ على عليٍّ ﵁ حيثُ أتى الكُوفَة، فلما نظر إليه عليٌّ؛ قال: ادْنُ مني يا ابن أخي! فأدناه حتَّى جلس على سَريرِهِ، ثم قال: واللّهِ! إني لأرجو أن أكونَ أنا وأبوكَ ممَّن قال ﷿: ﴿وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ (٤٧﴾.
_________
= الفضل بن دكين، وابن أبي شيبة (٣٨٨١٧)، وأحمد في "فضائل الصحابة" (١٣٠٠)، وابن جرير الطبري في "تفسيره" (١٤/ ٧٧)؛ من طريق وكيع؛ كلاهما (أبو نعيم، ووكيع) عن أبان بن عبد اللّه البجلي، عن نعيم بن أبي هند، عن ربعي بن حراش؛ قال: "إني لعند علي جالس، إذ جاء ابن طلحة فسلم على عليًّ، فرحّب به علي، فقال: ترحِّب بي يا أمير المؤمنين وقد قتلت والدي وأخذت مالي! قال: أما مالك فهو معزول في بيت المال، فاغدُ إلى مالك فخذه، وأما قولك: قتلت أبي، فإني أرجو أن أكون أنا وأبوك من الذين قال اللّه: ﴿وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ﴾، فقال رجل من همدان أعور: الله أعدل من ذلك، فصاح علي صيحة تداعى لها القصر، قال: فمن ذاك إذا لم نكن نحن أولئك؟! ".
قال الحاكم: "صحيح الإسناد، ولم يخرجاه". وفي سنده أبان بن عبد اللّه بن أبي حازم بن صخر البَجَلي، الأحمسي، الكوفي، وهو صدوق، لكنْ في حفظه لين؛ كما في "التقريب". وانظر: "تهذيب الكمال" (٢/ ١٤ - ١٦).
وأخرجه ابن سعد في "الطبقات الكبرى" (٣/ ٢٢٥) من طريق أبي حميدة علي بن عبد اللّه الظاعني، قال: "لما قدم علي الكوفة أرسل إلى ابني طلحة ... " فدكره.
وأبو حميدة الظاعني هذا مجهول، ذكره البخاري في "التاريخ الكبير"، وابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل"؛ ولم يذكرا فيه جرحًا ولا تعديلًا، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الذهبي في "الميزان": "لا يكاد يُدرى من هو".
وروايته هذه مرسلة؛ فإنه إنما ولد في عهد علي، وأدرك من الصحابة عروة بن أبي الجعد، وروى مرسلًا عن ابن مسعود وأبي هريرة.
انظر: "التاريخ الكبير" (٦/ ٢٨٢)، و"الجرح والتعديل" (٦/ ١٩٢)، و"الثقات" لابن حبان (٥/ ١٦٤)، و"ميزان الاعتدال" (٤/ ٥١٨ رقم ١٠١٣١).
فالحديث بمجموع هذه الطرق والطرق السابقة أقل أحواله أنه حسن لغيره، والله أعلم.
6 / 37