74

Summary of the Islamic Conquests

موجز عن الفتوحات الإسلامية

Yayıncı

دار النشر للجامعات

Baskı Numarası

-

Yayın Yeri

القاهرة

Türler

فسير كتيبة من خمسمائة فارس إلى قلعة "زغوان" -على مسيرة يوم من القيروان- فتم فتحها، ودخل القيوان من سبيها عشرة آلاف. هذا، في الوقت الذي أرسل فيه "موسى" أبناءه على رأس مجموعات من الجند لإخضاع المناطق المحيطة بالقيروان، وقد نجحوا في تحقيق ما خرجوا من أجله، وكان الهدف من الحملات تأمين الخطوط الخلفية إذا ما خرج "موسى" للجهاد في المغربين: الأوسط والأقصى١. توجه موسى -بعد ذلك- إلى المغرب الأوسط لتوطيد أقدام الفتح فيه، إكمالا لما قام به حسان بن النعمان، وقد "رأى أن البربر قد طمعوا في البلاد" -كما يقول ابن خلدون٢- حيث بدأت بعض العناصر البربرية من المهيمنين على هذا الإقليم في التحرك، وهم من قبائل "زناتة" و"هوارة" و"كتامة"، يقودهم رجل يدعوى "طامون. وكان على موسى -لكي يتهيأ له السيطرة التامة على المغرب الأوسط- أن يقضي على قوة هذا الرجل مثلما سبق لحسان أن قضى على الكاهنة من قبل. وبالفعل تمكن موسى به القضاء عليه، وأرسله إلى مصر حيث قتل هنالك٣. وقد ظهرت آثار هذا النصر سريعا، فبدأت القبائل -وعلى رأسها "كتامة"- في طلب الأمان، وإرسال الرهائن، دليلا على الدخول في الطاعة وصدق النوايا٤. وبذلك تمكن موسى من السيطرة على المغرب الأوسط، وبقي عليه أن ينطلق إلى "المغرب الأقصى"، لقتال القبائل التي ما زالت خارج سيطرة المسلمين. ويبدو أن أخبار موسى وانتصاراته قد وصلت إلى سكان هذا الإقليم فعرفوا أنهم لا طاقة لهم به، فهربوا أمامه، وسهل عليه فتح الإقليم بسرعة واضحة، فمال إلى المدن الكبرى ومواطن التجمعات البربرية، فافتتح "درعة" وصحراء "تافيلالت" في "السوس الأقصى" -أو سجلماسة- وسيطر على قبائل "صنهاجة" و"المصامدة"، وأخضعها كلها للإسلام، فدخول فيه طوعا، وولى عليهم واليا٥.

١ الإمامة والسياسة "٢/ ٦٣"، وراجع أيضا: تاريخ المغرب العربي، لسعد زغلول عبد الحميد، ص"٢٠٩". والمغرب الإسلامي، للدكتور حسن علي حسن "موسوعة سفير للتاريخ الإسلامي ٦/ ٢٠". ٢ العبر، لابن خلدون "٤/ ١٨٧". ٣ البيان المغرب "١/ ٤١"، وراجع: التطور السياسي للمغرب للدكتور طاهر راغب، ص"٧٣". ٤ البيان المغرب "١/ ٤١". ٥ البيان "١/ ٤٢".

1 / 88