Sultanların Devletlerini Tanıma Yolculuğu
السلوك لمعرفة دول الملوك
Soruşturmacı
محمد عبد القادر عطا
Yayıncı
دار الكتب العلمية
Baskı Numarası
الأولى
Yayın Yılı
١٤١٨هـ - ١٩٩٧م
Yayın Yeri
لبنان/ بيروت
سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَخَمْسمِائة وأهلت سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ: وَالسُّلْطَان بالقدس مُجْتَهد فِي عِمَارَته. وَفِي ثَالِث الْمحرم: نزل الفرنج على ظَاهر عسقلان لقصد عمارتها فَمَا مكنوا وواقعهم جمَاعَة من الأَسدِية مِنْهُم يازكج وَغَيره وتوالت الوقائع بَينهم. وَفِي صفر: سَار الْملك الْأَفْضَل نور الدّين عَليّ بن السُّلْطَان إِلَى الْبِلَاد الشرقية على مَا كَانَ بيد الْملك المظفر تَقِيّ الدّين عمر من الْبِلَاد الَّتِي هِيَ قَاطع الْفُرَات وَأطلق لَهُ السُّلْطَان عشْرين ألف دِينَار سوى الْخلْع والتشريفات. ثمَّ نزل الْملك الْعَادِل أَبُو بكر عَن كل مَاله فِي الشَّام ماخلا الكرك والشوبك والصلت والبلقاء وَنصف خَاصَّة بديارمصر وَعوض الْبِلَاد الشرقية. وَسَار السُّلْطَان من الْقُدس فِي أَوَائِل جُمَادَى الأولى وَكتب بِعُود الْملك الْأَفْضَل فَعَاد منكسر الْقلب إِلَى السُّلْطَان. وَلحق الْعَادِل بحران والرها وَقرر أَمرهمَا ثمَّ عَاد إِلَى السُّلْطَان فِي أخر جُمَادَى الْآخِرَة. وَفِي جُمَادَى الْآخِرَة: ملك الفرنج قلعة الداروم وَخرج الْعَسْكَر الْمصْرِيّ يُرِيدُونَ السُّلْطَان فكبسهم الفرنج وَأخذُوا جَمِيع مَا مَعَهم وتبدد النَّاس فِي الْبَريَّة. وَأسر الفرنج مِنْهُم خَمْسمِائَة رجل وَأخذُوا نَحْو ثَلَاثَة آلَاف جمل وعادوا إِلَى خيمهم وَقد طمعوا فقصدوا الْمسير إِلَى الْقُدس ثمَّ اخْتلفُوا ونزلوا بالرملة وبعثوا رسلهم فِي طلب الصُّلْح فبرز السُّلْطَان من الْقُدس فِي عَاشر رَجَب وَسَار إِلَى يافا فحاصرها وَلم يزل يُقَاتل من فِيهَا من الفرنج إِلَى أَن أَخذ الْبَلَد عنْوَة وغنم النَّاس مِنْهَا شَيْئا عَظِيما. وتسلم السُّلْطَان القلعة وَأخرج من كَانَ فِيهَا من الفرنج فَقدم من الفرنج نجدة كَبِيرَة فِي خمسين مركبا فغدر أهل يافا بِجَمَاعَة من الْمُسلمين وَعَاد الْقِتَال والمراكب فِي الْبَحْر لم تصل إِلَى الْبر فسارع أهل المراكب إِلَى الْبر وحملوا على السُّلْطَان فَرَحل إِلَى يازور وَأمر بتخريبها وَسَار إِلَى الرملة وَمِنْهَا إِلَى الْقُدس وعزم على لِقَاء الفرنج فَاخْتلف عَلَيْهِ أَصْحَابه وأسمعه بَعضهم كلَاما جَافيا فانثنى عَن ذَلِك. وَقدم عَسْكَر مصر فَخرج إِلَى
1 / 223