{الطبقة الثانية) : تشمل من حصل له بعض الفضائل وأعوزه بعضها فهر متوسط { ووجه منفعته) : أنه إذا وقف على محاسن الأخلاق تاقت نفسه إلى ما أخل به منها فتبعه و استعمله. ( الطبقة الثالثة) : تشمل من هو في غاية الكمال بعيدا عن المعايب . (ووجه منفعته) : إنه إذا مر بسمعه ذكر الأخلاق الجميلة رأى أنها سجاياه فالتد يذلك لذة عظيمة ويزيد منها بحسب لذته. فنقول : إن الخخلق حال النفس داعية لها إلى أفعالها عن فكرة وروية وينقسم هذا إلى قسمين : منها (مايكرن طبيعيا من أصل الخلقة) :
بن يحر كه أدنى شيء نحو الغضب ، وكمن يجبن من أيسرشىء ، كالذي يفزغ من آدني خوف . منها (مايكون مستفادابالعادة : مبدأ ذلك بالفكر و الروية ثم يستمر عليه أولا فأولا حتى يصير عادة وملكة يقارب الطبيعي . ( واعله) أن لكل شخص قوتين : عقلية (11) ، وبهيمية (1) ولكل واحدة منهما إرادة واحتيار ، وهو كالواقف بينهما ولكل واحدة نزاغع (3) غالب . فنزاع القوة البهيمية نحو مصادقة اللذات العاجلة الشهوانية ، ونزاع القوة العقلية ، أعنى النطقية نحور العواقب المحمودة . وأول ما ينشأ الإنسان يكون في عداد البهائم إلى أن يتولد فيه العقل أولا فأولا وتقوى فيه هذه القوة ، فالقوة البهيمية إذا أغلب عليه ، وكل ما كان أغلب كانت الحاجة إلى إحماده وتوهينه ، وأخذ الأهبة له أشد ، فواجب على كل من يروم نيل فضيلة أن لا
Sayfa 46