338

Ulema ve Hükümdarlar Sınıflarında Davranış

السلوك في طبقات العلماء والملوك

Araştırmacı

محمد بن علي بن الحسين الأكوع الحوالي

Baskı Numarası

الثانية

محبَّة الله قَدِيما لم يُؤثر فِيهَا أَعْرَاض التبغيض حَدِيثا وَإِذا كَانَت الْمعْصِيَة من الله قَدِيما لم يُؤثر فِيهَا أَعْرَاض التحبيب حَدِيثا وَيَكْفِي على ذَلِك شَاهد مَعْصِيّة آدم وَطَاعَة إِبْلِيس فَلَمَّا هَبَط آدم إِلَى أَرض شقوته من حصن رتبته بِمن فِيهِ من ذَوي نفوس ذُريَّته عَادَتْ عوائد محبوبهم فَنزل إِلَى السَّمَاء الدُّنْيَا شوقا إِلَى تقريبهم وجني من بعديتهم ليَالِي الْأَيَّام الدائرة إِلَى أَن يطلع فجر الْآخِرَة يُنَادي بِلِسَان التَّنْبِيه هَل من تائب وَسُئِلَ عَن قَوْله ﷺ من أحدث وَلم يتَوَضَّأ فقد جفاني وَمن أحدث وَتَوَضَّأ وَلم يصل رَكْعَتَيْنِ فقد جفاني وَمن صلى رَكْعَتَيْنِ وَلم يدعني فقد جفاني وَمن دَعَاني فَلم أجبه فقد جفوته وَلست بِرَبّ جَاف فَقَالَ للسَّائِل معنى الْخَبَر فِي الشَّرِيعَة ظَاهر وَهُوَ فِي الْحَقِيقَة إِشَارَة إِلَى أَن كل مَوْلُود يُولد على الْفطْرَة حَتَّى يتهود أَو ينتصر أَو يتمجس أَو يُشْرك أَو يَعْصِي وَذَلِكَ حدث نَاقض لوضوء الْفطْرَة وَلَا طَهَارَة من هَذَا الْحَدث إِلَّا بِمَاء التَّوْبَة من تَوَضَّأ من إِحْدَى هَذِه النواقض بِمَاء التَّوْبَة خرج من جفَاء الْحَدث إِلَى تَجْدِيد الْعَهْد وَمن صلى بعد هَذَا الْوضُوء رَكْعَتَيْنِ مُقبلا على الله مقتديا برَسُول الله ﷺ خرج من جفَاء الْمُخَالفَة إِلَى ود المؤالفة وَمن دَعَا بعد هَذِه الصَّلَاة خرج عَن جفَاء العناء عَن نبيه إِلَى خضوع الافتقار إِلَيْهِ فَلَا جرم أَنه يُسْتَجَاب لَهُ وَيدخل فِي صف الأحباب بَين يَدي رب الأرباب مولده قَرْيَة ذِي الْجنان حَيْثُ تقدم ذكر أَبِيه مَعَ ذكر الإِمَام يحيى بن أبي الْخَيْر ثمَّ فِي آخر الْأَمر تأهل بِامْرَأَة من يفرس الْقرْيَة الْمَذْكُورَة فسكن مَعهَا ورفض ذِي الْجنان وَلم يزل بهَا حَتَّى توفّي وَكَانَت لَهُ كرامات شهيرة يطول تعداد بَعْضهَا
وَكَانَ كثيرا مَا يرد إِلَى السمكر إِحْدَى قرى الْجند وَله بهَا أَصْحَاب كَثِيرُونَ أدْركْت جمَاعَة مِنْهُم
وبالقرية كتاب فِيهِ مُعظم كَلَامه أَخْبرنِي خَبِير بِمَا ذكر أَن جمَاعَة من السمكر خَرجُوا عازمين على زيارته إِلَى يفرس أَو ذِي الْجنان وَمَعَ كل مِنْهُم شَيْء من الدُّنْيَا يُرِيد أَن يتَقرَّب بِهِ فَلَمَّا وصلوا إِلَيْهِ وسلموا عَلَيْهِ سلم كل وَاحِد مِنْهُم مَا جَاءَ بِهِ للنقيب ثمَّ لَبِثُوا مَا شَاءَ الله وعادوا بلدهم وَفِي أول لَيْلَة لم يقم أحد مِنْهُم من نَومه حَتَّى وجد مَا رَاح بِهِ وَكَانَت وَفَاته لَيْلَة السبت الْعشْرين من رَجَب سنة خمس وَسِتِّينَ وسِتمِائَة بقرية يفرس وقبر بهَا على بَاب مَسْجِد لطيف وَهُوَ الْقَبْر الملتصق

1 / 396