Ulema ve Hükümdarlar Sınıflarında Davranış
السلوك في طبقات العلماء والملوك
Araştırmacı
محمد بن علي بن الحسين الأكوع الحوالي
Baskı Numarası
الثانية
ودائع للنَّاس وَأَنه مَاتَ فَجْأَة وَأَنه آذَانا أَهلهَا بِحَيْثُ لم نقدر نحضر قبرانه لذَلِك ولكثرة طلب النَّاس بِمَا هُوَ لَهُم فَلَمَّا قَالَت لولدها بذلك وَهُوَ شَاب جَاهِل قَالَ لَهَا وَمَا عَسى أَن يفعل لنا الْفَقِيه فَلم تزل تلاطفه وَقَالَت يَا وَلَدي الصالحون لَهُم من الله مَا شَاءُوا فافزع إِلَيْهِ لَعَلَّ الله يفرج عَنَّا برحيل النَّاس ثمَّ مخلف أَبِيك فأجابها على كره وَتقدم إِلَى الْفَقِيه فَلَمَّا وَصله أخبرهُ بِأَنَّهُ ابْن فلَان صَاحبه وَأَن صفة مَوته كَذَا وَكَذَا فَاسْتَرْجع الْفَقِيه وترحم عَلَيْهِ ثمَّ الْتقط حَصَاة بَيْضَاء من الأَرْض وَقَالَ للصَّبِيّ اعرف هَذِه يَا وَلَدي فَإِذا عدت فَادْخُلْ أَنْت ووالدتك الْبَيْت سرا فَحَيْثُ تَجِد هَذِه الْحَصَاة من الْبَيْت فاحفر ذَلِك الْموضع ثمَّ إِن الْفَقِيه رمى بهَا إِلَى نَاحيَة بَيت الرجل فَلم يُمكن الصَّبِي إِلَّا استودع الْفَقِيه وَعَاد إِلَى أمه وَهُوَ بَين مكذب ومصدق فَلَمَّا وَصلهَا أخْبرهَا الْأَمر الَّذِي كَانَ من الْفَقِيه فَقَالَت يَا بني قد عرفت من الْفَقِيه أمورا كَثِيرَة أعظم من هَذَا
ثمَّ لما كَانَ اللَّيْل تسللا ودخلا الْبَيْت سرا ومعهما مَا يحفران بِهِ ومصباح يستضيئون بِهِ فَلَمَّا صَارا بِموضع من الْبَيْت رَأَتْ الْمَرْأَة حَصَاة بَيْضَاء كَمَا وصف لَهَا ابْنهَا فالتقطتها وَقَالَت يَا بني تعرف الْحَصَاة الَّتِي أراكها الْفَقِيه قَالَ نعم فأرته إِيَّاهَا فَقَالَ هِيَ وَالله هَذِه فَأَقْبَلَا على حفر الْموضع الَّذِي كَانَت بِهِ فأخرجا مِنْهُ ظرفا كَبِيرا بِهِ وداعات النَّاس على كل ودَاعَة مَكْتُوب اسْم صَاحبهَا وَمَا كَانَ لَهُ لم يكْتب عَلَيْهِ فَحِينَئِذٍ سرجا بيتهما وباتا فِيهِ فَلَمَّا أصبح الصَّباح طلب الصَّبِي من كَانَ فِي الْقرْيَة من أهل الوداعة وَسَأَلَهُ عَن أَمارَة مَا هُوَ لَهُ فَقَالَ بهَا فَأعْطى ثمَّ وصل الْبَاقُونَ من الْبعد فَفَعَلُوا ذَلِك وَأخذُوا مَا هُوَ لَهُم
وَحصل من بعض فُقَهَاء زَمَانه تظاهر ببدعة فهجره جَمِيع الْفُقَهَاء وأنكروا كَونه مِنْهُم وحذروا النَّاس مِنْهُ فَصَارَ لَا يكَاد يبتدأ بِالسَّلَامِ وَلَا يرد عَلَيْهِ فِي الْغَالِب فَضَاقَ بِهِ الْحَال وَعلم أَن هَذَا الْفَقِيه رُبمَا يلتبس عَلَيْهِ بعض حَاله لِأَنَّهُ لَا خبْرَة لَهُ بالبدع وأصولها بل مُعظم اشْتِغَاله بِالْعبَادَة فوصله وَصَارَ يخالطه وَيظْهر لَهُ الود فَكتب إِلَيْهِ بعض الْفُقَهَاء يحذرهُ مِنْهُ وَيَقُول لَهُ هُوَ على غير السّنة فَلَا تحل صحبته فشق ذَلِك على الْفَقِيه وَسَأَلَ الله تَعَالَى أَن يرِيه صدق مَا قيل عَن الْفَقِيه المبتدع فَبَيْنَمَا هُوَ كَذَلِك إِذْ سمع قَائِلا يَقُول اقْرَأ وَقَرَأَ الْقَائِل ﴿يَا أَيهَا الَّذين آمنُوا لَا تَتَّخِذُوا عدوي وَعَدُوكُمْ﴾ إِلَى قَوْله ﴿سَوَاء السَّبِيل﴾ فَلَمَّا أصبح لم يكن لَهُ هم غير الاختفاء عَن
1 / 379