Sultan Mehmed Fatih: İstanbul'un Fatihi
السلطان محمد الفاتح: فاتح القسطنطينية
Türler
لقد استطاع هذا الزعيم المجري في موقعة سمندريا أن يخلص الصرب من الحكم العثماني وهزم العثمانيين مرارا إلى درجة أن اضطر السلطان مراد الثاني والد الفاتح وكان كبير الميل إلى السلم، اضطر أن يطلب عقد صلح معه لمدة عشر سنوات لمصلحة المسيحيين دون ريب.
وكانت زعامة هونيادي في المجر تامة حين ورث العرش بعد سجسمند طفل لا زال في المهد صبيا، ولكن سلطته عادت فضعفت حين اختير فلاديسلاف ملكا للمجر، فلم يستمع الملك الجديد لنصيحة هونيادي وحنث في عهده للأتراك، وأعفاه مندوب البابا من اتفاقه مع مراد الذي كان قد أخلد إلى حياة الراحة والهدوء فاضطر السلطان العثماني إلى معاودة الحرب من جديد وقاتل بعنف قوة المجرين في موقعة ورنه وقتل جنوده الملك المجري وحملوا رأسه على رمح، ولم ينج هونيادي نفسه من الموقعة إلا بكل صعوبة وفي نفر قليل.
قتل ملك المجر إذن في ميدان القتال وقرر مجلس الدولة المجري قيام حكومة مؤقتة على رأسها هونيادي، وحاول هونيادي الانتقام لشرف المجر المنهار في ورنه، ولكن في مكان موقعة قوصوه حيث قضى السلطان مراد الأول على قوة الصرب، قابل مراد الثاني قوة المجريين وقضى عليها في سنة 1488م، فلم تجرؤ المجر على اتخاذ خطة الهجوم ضد العثمانيين أو تفكر جديا في الانتقام مرة ثانية، وظلت الحال على ذلك إلى أن جاء السلطان محمد الثاني.
لم تؤثر موقعة قوصوة التي هزم فيها هونيادي في مركزه أو تعلق الشعب المجري به أو التفافه حوله، بل جعلت ذلك الشعب ينظر إليه كالشخصية الوحيدة التي تستطيع إنقاذ المجريين من الأتراك إذا حاولوا الاعتداء عليها، وشغل هونيادي بمشاغل عديدة داخلية وأخرى خارجية، أهمها صلات المجر مع النمسا وبوهميا، وهزم هونيادي أمام أعدائه الأشداء؛ ولذا قبل الزعيم المجري راضيا الهدنة التي عرضها عليه السلطان محمد الثاني.
ولما سقطت القسطنطينية في يد الأتراك اجتمع الديت المجري في بودا وقرر إعداد النفقات اللازمة في حالة هجوم الأتراك العثمانيين على البلاد. واستنجد برانكوفتش الصربي بالمجر، وقامت حركة صليبية تدعو المجر إلى مقاومة العثمانيين، ولكنه لم يكن للمجر حلفاء تستطيع الاعتماد عليهم، وكان مركز هونيادي نفسه آخذا في التزعزع، فله في البلاط منافسون حاقدون عليه، ولم تكن الملكية براضية عنه، فلم تكن الدولة المجرية إذن في مركز يسمح لها بالهجوم على الأتراك.
ولكن الأتراك لم ينتظروا هجوم المجريين بل قاموا هم بالهجوم، لقد زحف السلطان محمد الثاني الفاتح على بلغراد - مدينة الجهاد في نظر الأتراك - في سنة 1456م بقوة كبيرة ومدفعية ضخمة، وكانت بلغراد في ذلك الوقت تعتبر مفتاح بلاد المجر، وبذل هونيادي كل ما يملك من قوة وحماس وصبر وحذر في سبيل الدفاع عن هذه المدن، ولقد أيدته أوروبا تأييدا عظيما؛ فسقوط المجر في ذلك الوقت معناه سقوط وسط أوروبا بأجمعه في أيدي الأتراك، ولهذا هرع لنجدته ستون ألف صليبي بقيادة الراهب كابستران، وناداهم البابا فلبوا نداءه، فلقد ملأ فتح القسطنطينية أوروبا بالعار والغضب والخوف.
وكانت ظروف بلغراد غير ظروف القسطنطينية، فوراء بلغراد العالم المسيحي متحفز للوقوف أمام الأتراك والدفاع عن مسيحيته وتقاليده وما يملك. ومن ناحية ثانية حارب العثمانيون أمام بلغراد في منطقة لم يملكوها هم، كلها معادية لهم، ومن ناحية ثالثة طالت خطوط المواصلات والتموين، بينما كان المجريون يحاربون في بلادهم، ويظهر أن الأتراك في هذه المرة أصابهم بعض الغرور بانتصارهم الحاسم على البوسفور، وحملوا معهم مدفعية ثقيلة عاقت سرعة حركاتهم، وانهزم أسطولهم النهري انهزاما حاسما أمام أسطول المجريين.
كانت الموقعة في أول الأمر في مصلحة العثمانيين؛ فلقد تمكنت المدفعية العثمانية المتفوقة من تحطيم أسوار المدينة، وتمكنت بعض فرق الإنكشارية من دخول بلغراد، وظن العثمانيون أن الموقعة قد انتهت بينما كانت المدينة ملأى بالجنود توجههم قيادة ممتازة؛ ولذا اضطر الأتراك إلى الانسحاب من الجزء الذي احتلوه، وحاول السلطان إقناع جنوده بالثبات، وحارب في صفوفهم بنفسه، وقتل بيده أحد زعماء الصليبيين، ولكنه اضطر في آخر الأمرإلى الانسحاب بعد أن تمكن من تنظيم التقهقر. وبعد أن قتل من الإنكشارية العدد الكبير.
ولكن السلطان كان سعيد الطالع؛ فلقد تمكن من التقهقر ومن إعادة تنظيم قواته، ومن مدافعة أعدائه بعنف بحيث لم يستطيعوا تتبعه، ومن ناحية أخرى مات هونيادي بعد عشرين يوما من الموقعة، كما مات زعيم الصليبيين جون كابستران الذي جاء لنجدة المجر.
وبموت هونيادي انتهى أقوى عدو للأتراك وللمسلمين، فبموته كما يقول البابا سلفيوس «ماتت آمالنا»، ولقد أبنه معاصروه، ووصفوا شجاعته وقدرته وقيمته للمسيحية في ذلك الوقت الخطر؛ فلقد قام هذا الرجل بحماية المجر، بل وحماية ألمانيا من الفتح العثماني، كما أخر مشاريع محمد الفاتح بالنسبة لإيطاليا.
Bilinmeyen sayfa