Studies in Sufism
دراسات في التصوف
Yayıncı
دار الإمام المجدد للنشر والتوزيع
Baskı Numarası
الأولى
Yayın Yılı
١٤٢٦ هـ - ٢٠٠٥ م
Türler
" من الوصايا: العزلة، وهي التفرد عن الخلق ... وليذهب المريد إلى موضع كالبرية والجبال لا تلزمه فيه الجمعة والجماعة " (١).
فترك الجمعة والجماعة هو المقصود من الاعتزال والخلوة عندهم.
وقد ذكر هذه الخلوة وآدابها وطرق الدخول فيها بحرق الحضرمي (٢) أيضًا.
وأيضًا عبد العزيز الدريني (٣).
وقد ذكر الشعراني عن بعض مشائخه أنه ما شهد جنازة قطّ (٤).
وينقل الفيتوري عبد السلام عن نصير الدين الأودهي العروس أنه لم يخرج قطّ إلى زيارة المريض إلى أن مات (٥).
مع أن رسول الله ﷺ قال:
(من شيع جنازة فله قيراط من الأجر، فإن وقف حتى فله قيراطان، وفي الخبر القيراط مثل جبل أحد) (٦).
وقال النبي ﷺ: (من عاد مريضًا لم يزل في خرفة الجنة) (٧).
وقال ﵊: (من أتى أخاه المسلم المسلم عائدًا مشى في خرفة الجنة حتى يجلس، فإذا جلس غمرته الرحمة، فإن كان غدوة صلّى عليه سبعون ألف ملك حتى يمسي، وإن كان مساء صلى عليه سبعون ألف ملك حتى يصبح) (٨).
فالحاصل أن الصوفية قد وضعوا بدعات الخلوة والعزلة فراراَ عن الصلاة بالجماعة، وهروبًا عن أداء الجمعات، كما أنهم حرموا أنفسهم من أجور أخرى أيضًا.
(١) كفاية الأتقياء ومنهاج الأصفياء للدمياطي ص ٣٥. (٢) أنظر رسالة ترتيب السلوك إلى ملك الملوك لجمال الدين محمد بن عمر بحرق الحضرمي المتوفى ٩٣٠ هـ جامعة ط بنجاب لاهور باكستان. (٣) أنظر طهارة القلوب لعبد العزيز الدريني ص ٢٥٠ ط مصطفى البابي الحلبي القاهرة. (٤) الطبقات الكبرى لعبد الوهاب الشعراني طبعة قديمة مصر. (٥) الوصية الكبرى للفيتوري ص ١٠١ ط مكتبة النجاح طرابلس ليبيا. (٦) متفق عليه. (٧) رواه مسلم. (٨) رواه الترمذي وابن ماجة.
1 / 102