80

Studies in Sufism

دراسات في التصوف

Yayıncı

دار الإمام المجدد للنشر والتوزيع

Baskı Numarası

الأولى

Yayın Yılı

١٤٢٦ هـ - ٢٠٠٥ م

Türler

رسول الله الواضحة الجلية. وإن المتصوفة لا يأبهون بالدنيا والآخرة كما لا يأبهون بالجنة والنار والثواب والعقاب، فينقلون عن إبراهيم بن أدهم أنه قال: " إن كنت تحب أن تكون لله وليا وهو لك محبًا فدع الدنيا والآخرة ولا ترغبن فيهما، وفرغ نفسك عنهما " (١). ومثل ذلك ذكر القشيري والشعراني عن الحسين بن منصور أنه قال: " علامة العارف أن يكون فارغًا من الدنيا والآخرة " (٢). ونقلوا كذلك عن محمد المغربي الشاذلي أنه كان يقول: لا يصح لمريد قدم في طريق أهل الله ﷿ إلا بعد أن يزهد في الدنيا ونعيم الآخرة (٣) ومثل ذلك ذكروا عن الجيلي أنه سئل عن الهمة فقال: " هي أن يتعرى العبد بنفسه عن حب الدنيا، وبروحه عن التعلق بالعقبى " (٤). وروى عن الشبلي أنه سمع قوله تعالى: ﴿مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الْآَخِرَةَ ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ لِيَبْتَلِيَكُمْ وَلَقَدْ عَفَا عَنْكُمْ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ﴾ فصاح صيحة عظيمة وقال: فأين الذين يريدون الله تعالى (٥). مع أن الله ﷿ ولم يفرّق بين إرادة الآخرة وإرادته هو سبحانه تعالى حيث قال: ﴿تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللَّهُ يُرِيدُ الْآَخِرَةَ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ﴾ (٦). فإرادة الآخرة نفس إرادة الله لا فرق بينهما. ومدح الله تعالى عباده الذين يريدون الآخرة ويسعون لها بقوله: ﴿وَمَنْ أَرَادَ الْآَخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُورًا﴾ (٧).

(١) كتاب المحبة للمحاسبي ضمن كتاب ختم الأولياء للترمذي ص ٤٢٥ ط المكتبة الكاثوليكية بيروت. (٢) الرسالة القشيرية لعبد الكريم القشيري ج ٢ ص ٦٠٥، أيضا طبقات الشعراني ١ ص ١٠٧. (٣) الأخلاق المتبولية للشعراني تحقيق الدكتور منيع عبد الحليم محمود ج ١ ص ٢٢٢. (٤) الطبقات الكبرى لعبد الوهاب الشعراني ج ١ ص ١٢٧. (٥) طبقات الشعراني ج ٢ ص ٧٢. (٦) سورة الأنفال الآية ٦٧. (٧) سورة الإسراء الآية ١٩.

1 / 87