Studies in Sufism
دراسات في التصوف
Yayıncı
دار الإمام المجدد للنشر والتوزيع
Baskı Numarası
الأولى
Yayın Yılı
١٤٢٦ هـ - ٢٠٠٥ م
Türler
هذا أبو تراب النخشبي، فأعتذروا إليَّ، فحملني رجل منهم منزله، وقدم إليَّ خبزا وبيضا، فقلت في نفسي: كلي بعد سبعين درة ".
وقال بعضهم: أشتهى أبو الخير العسقلاني، رضي الله تعالى عنه، السمك سنين ثم ظهر له ذلك من موضع حلال، فلما مدّ يده إليه ليأكل دخلت شوكة من عظامه أصبعه، فذهبت في ذلك يده، فقال ك " يا رب، هذا لمن مد يده بشهوة إلى حلال فكيف بمن مد يده بشهوة إلى حرام؟ ".
كما رووا عن أبي الخير الأقطع أنه " عقد مع الله عقدًا أن لا يمد يده إلى شيء مما تنبت الأرض بشهوة، فنسي وتناول عنقودا من شجرة البطم، فبينما هو يلوكه إذ تذكر العقد فرمى بالعنقود وبقي ما في فمه، فبصقه وجلس نادما، قال: فما أستقر بي الجلوس حتى دار بي فرسان ورجال وقالوا: قم. فساقوني إلى أن أخرجوني إلى ساحل بحر إسكندرية! فرأيت هناك أميرا وبين يديه سودان قد قطعوا الطريق فوجدوني أسود اللون ومعي ترس وحربة فقالوا: هذا منهم بلا شك، فقطع أيديهم وأرجلهم إلى أن وصل إليّ فقال لي: قدّم يدك، فمددتها ثم رفعت رأسي وقلت: إلهي وسيدي ومولاي، يدي جنت فرجلي ماذا صنعت؟
فدخل عليه فارس ورمى بنفسه على الأمير وقال: هذا رجل صالح يعرف بأبي الخير التبناتي، فرمى الأمير نفسه إلى الأرض وأخذ يدي المقطوعة من الأرض يقبلها، وتعلق بي يبكي ويعتذر إلي، فقلت له: جعلتك في حل من أول ما قطعتها، وقلت: يد جنت فقطعت (١).
فهكذا حرّم الصوفية على أنفسهم أكل الطيبات وابتعدوا عنها زعمًا منهم أن هذا الصنيع سيرقبهم إلى الله تعالى، وأنى لهم ذلك.
هذا وكتب السهروردي أن الصوفية عودوا أنفسهم بتقليل المطعم حتى رد بعضهم نفسه إلى أقلّ قوتها، فيقول:
_________
(١) أنظر طبقات الشعراني ج١ ص ١٠٩، خزينة الأصفياء ص ١١٠ ط باكستان.
1 / 37