Arap Halk Destanları
السير والملاحم الشعبية العربية
Türler
وما دمنا بصدد الحديث عن ذلك الاتصال الحضاري الذي كان مدخله العنف والحرب بين الشعوب والكيانات العربية، وبين التحالف الغربي للروم البيزنطيين في مطلع الإسلام، والذي أفاضت في تناوله والتأريخ له سيرة الأميرة ذات الهمة وابنها عبد الوهاب، دون أن تغفل بالطبع التاريخ بالتالي، ومن منطلق ووجهة نظر أسرة ذات الهمة الفلسطينية المنشأ، سكان الثغور لتلك الأحداث الكبرى الداخلية، مثل نقل الخلافة من دمشق الأموية إلى بغداد العباسية، والدور الشيعي والفارسي في هذا الشأن الذي تفانى في إرسائه أبو مسلم الخراساني، ثم كيفية اغتياله هو ذاته، وكذا دقائق وخبايا أزمة أو نكبة البيت البرمكي.
ولا بأس هنا في الاستطراد في ظاهرة أخرى هامة تبدت في الحروب والصراعات الإسلامية البيزنطية، وهي فكرة أو ظاهرة استلاب العرب وتملكهم لأول اختراعات أسلحة المفرقعات التي تسميها سيرة ذات الهمة بالقنابل البترولية، وذلك بعد أن عانت الجيوش العربية كثيرا من التقدم التقني للروم البيزنطيين سواء في التحكم الآلي في خزانات مياه الشرب بحبسها عنهم، إلا أنهم سريعا ما أجبروا أعداءهم المنهزمين، وأخذوا عنهم علومهم المتفوقة، سواء في التحكم الآلي في المياه أو حيازة أسلحتهم ومفرقعاتهم.
فما أن هزموا الإمبراطورة البيزنطية إيرين التي كانت وصية على ابنها قسطنطين
3
السادس في موقعة آمد في 775 ميلادية حتى اقتحموا المدينة واستولوا على قوارير النفط، التي تسلمها الرجال من العرب الأكراد المعدة للجهاد، ورموهم بقوارير النفط في وجوههم فالتهبت الروم بالنار، كأنها السحاب، فتعلقت بلباسهم فعادت الروم إلى الوراء فزعا مما أصابها من الحريق، وإذا بالصياح من الخيام التي للروم «ونداهم يا آل كلاب».
هذا مع الأخذ في الاعتبار أن الجيوش العربية عانت كثيرا من تفوق أعدائهم بهذا السلاح الحربي الجديد، المشابه بالطبع لما يعرف اليوم بقنابل مولوتوف.
ففي عهد الإمبراطور الروماني قسطنطين الرابع (668-685)، وبعد أن تمكن الجيش العربي في عهد الخليفة المؤسس الأموي معاوية من اقتحام الأسوار الثلاثية للقسطنطينية والوصول إلى ضواحيها؛ أي من خلقيدونة، وحصارها شتاء عام (668-669) لمدة عام كامل، ولم يرجعهم عن غزوها إلا تملك قسطنطين الرابع لهذا السلاح الجديد.
كذلك خلال حرب السنوات السبع تمكن العرب من اتخاذ قاعدة بحرية لهم في بحر مرمرة، إلا أنهم تخلوا عنها تحت تأثير ذلك السلاح فهي مادة سريعة الالتهاب، تشتعل حتى وهي طافية على سطح الماء، عرفت أول أمرها بالنار الإغريقية.
والملفت أن أول من توصل إلى اختراع هذا السلاح هم العرب أنفسهم، إلا أن البيزنطيين كانوا الأسرع في التطبيق؛ ذلك أن مخترع السلاح الحربي الجديد لاجئ سوري- أموي-دمشقي، وهو الاختراع الذي اعتبر أخطر اكتشاف تكنولوجي، سجلته معا الحضارتين العربية والبيزنطية.
فعن طريق استرداد جيوش ذات الهمة لهذا السلاح الذي توصل إليه ذلك الأسير السوري واستخدامه ببراعة أكبر في وجه أعدائهم، تملكوا رودس، وكريت عام 674 بهذا السلاح الذي تدعوه السيرة بالنفط، على النحو التالي:
Bilinmeyen sayfa