Arap Halk Destanları
السير والملاحم الشعبية العربية
Türler
وأقول هذا ردا على الدكتور لويس عوض،
58
الذي خلال تعرضه بالدراسة لهذه الملحمة أو السيرة العربية العريقة «الزير سالم» التي خلفتها الحضارات العربية اليمنية، في عدن وسبأ وحضرموت، ثم الشام وفلسطين. افترض أنها سيرة ملحمة مترجمة مستندا لمغالطة الحصار البحري لدمشق قائلا: وبالتالي فحديث الملحمة عن «ألف مركب يجهزها الوزير نبهان أو نهبان لغزو الشام؛ ضرب من المحال، ولا تفسير له إلا أن يكون النص مقتبسا، محرفا بما يناسب ضرورات التعريب، وهذا يضع الملك حسان في وضع أجاممنون غازي طروادة.»
المهم أنه لم يهدأ للتبع حسان اليماني بال إلا عندما استقدم ملك عرب الشمال القيسيين العدنانيين «ربيعة المعظم » - والد كليب والزير سالم - الذي كان قد رفض المثول بين يديه، وأمر حراسه بإلقاء القبض عليه «ومن معه من بني قيس الطناجير وقيدوهم في الجنازير» وشنقه وصلبه على بوابات دمشق.
ومن فوره بدأ بتقسيم الإمبراطورية، إلى عدة فرق، ولى عليها من استسلم له من أمراء القيسيين، وأولهم الأمير «مرة، والد جساس مغتال كليب، الذي جعله على الفرقة الأولى، يسكن مع قومه في نواحي بيروت وبعلبك والبقاع»، وجعل الأمير عبس، واليه على فلسطين وبلاد السرو وعباد، هي مملكة النبطيين، أو العرب الأنباط الأردنيين.
ويلاحظ أن الأردن بالفعل يكثر بها أشجار السرو إلى أيامنا، كما يلاحظ أن الأنباط العرب ما يزال يتواتر حولهم عديد من المأثورات والأمثلة الفولكلورية، حول النبط أو النبطة، والقول بأن فلان، نبطي، أو مثل النبطة، بمعنى أنه إنسان صلب قوي لا يقهر ولا يلين أو ينكسر.
كما أقام التبع الغازي حسان واليه الأمير المسمى: عدنان، على الفرقة الثالثة «وأن يقيم في العراق بتلك المنازل والآفاق.»
وهكذا استتب للتبع اليماني المقام، بعد أن شتت بني قيس وقادتهم في البراري والتلال، ودام له الحال ثلاثين سنة تهاديه الملوك الأكاسرة وتهابه الملوك القياصرة.
فبنى قصرا مرتفع البنيان وجعل أبوابه من الفضة والذهب، بناه له فرعون مصر الشهير، الذي تحتفظ الملحمة باسمه «الريان»، الذي تجمع معظم المصادر العربية الكلاسيكية على الاحتفاظ باسمه هذا، وهو فرعون إبراهيم في مصر، بما يشير إلى افتراض أن هذه الأحداث وقعت متعاصرة على وجه التقريب مع مطلع الألف الثاني ق.م؛ أي منذ حوالي 38 قرنا.
وتكتمل مأساة هذا التبع المتجبر، الذي يربط البعض بينه وبين ملك الملوك «أجاممنون»، نتيجة لمصرعه واغتياله على يد زوجته الجليلة وعشيقها - أو خطيبها أو زوجها - الأمير كليب الفلسطيني، وما نتج عن هذا من اندلاع ألسنة لهب حرب البسوس الشهيرة، التي امتدت تحت تأثير النزعات القبلية والثأرية لمدة أربعين عاما متلاحقة.
Bilinmeyen sayfa