Arap Halk Destanları
السير والملاحم الشعبية العربية
Türler
وإذا ما انتهينا من إلمامة عامة حول تلك السيرة الملحمية لحسان اليماني ؛ فمن المفيد استكمال المعرفة بابنته «تدمر» ومأثوراتها المتواترة بدورها بكثرة في ثنايا الأدبين العربي الكلاسي والشعبي الفولكلوري ... فهناك أكثر من مدينة أو موقع أثري لحضارة آفلة تسمى باسم «دمر» أو «تدمر» في عالمنا العربي، في اليمن، والجنوب العربي؛ أي عدن والإمارات العربية اليوم، بالإضافة إلى سوريا.
ويجيء الاسم تدمر، انتسابا إلى «ضمر» أو تدمر، ابنة الملك التبع الغازي «حسان اليماني» صاحب السيرة المندثرة المعروفة - انظر: حسان اليماني - الذي غزا الشام وفلسطين منذ عصور موغلة في القدم، وتسبب اغتياله الدامي ليلة عرسه بدمشق، من الأميرة الفلسطينية «الجليلة بنت مرة» التي كانت مخطوبة لابن عمها، كليب بن مرة الأخ الأكبر للزير سالم أبو ليلى المهلهل عن اغتيال كليب، للتبع حسان، والد - تلك الملكة الإلهة - تدمر، واجتياح الحرب القبائلية المعروفة بحرب البسوس، الأربعين عاما بين عرب لبنان وفلسطين.
فحسان اليماني وابنته الفاتنة «تدمر» التي خلفت اسمها على المدينة الغابرة تدمر بقصورها التي ينسب بناؤها للجن، كما ذكر نشوان بن سعيد الحميري في هذا قوله «نسبت اليهود والعرب بناءها إلى الجن؛ لما استعظموه من مخالفها الأثرية والمعمارية بالطبع.»
وكما ذكرنا، يبدو أنها كانت مقبرة مهيبة قيمة هدمها الخليفة الأموي مروان بن محمد، وأخذ كنوزها الغنية، فإذا فيه امرأة على قفاها، ألبست سبعين حلة ولها غدائر سابغة إلى صدرها، وفي بعضها صفيحة من الذهب مكتوب فيها «أنا تدمر بنت حسان بن أذينة - اسم أمها - خرب الله بيت من خرب بيتي»، ويذكر أنه بعدها اغتيل مروان؛ أي بعد أن خرب ونهب مقبرتها.
وذهب البعض إلى أن اسم تدمر مشتقة من «تمر» أي بلح، وأن هذه المدينة القديمة، ومعناها «مدينة التمر» وهي المدينة التي خربها الملك العراقي بختنصر أو بنو خذ نصر.
وكان بها هيكل لإله الشمس «بعل»، وهي ذاتها المدينة التي اعتلت عرشها الملكة زنوبيا أو الزباء ابنة أذينة بن الهميع عام 267 ميلادية إلى أن أسرتها روما، وكاد سكان تدمر أن ينقرضوا بعد أسرها. (7) طول سيرة عربية في التاريخ «سيرة الأميرة ذات الهمة وابنها عبد الوهاب »
لعل سيرة الأميرة ذات الهمة وابنها عبد الوهاب هي أطول سيرة في التاريخ؛ ذلك أن مخطوطتها الأساسية تصل إلى 26 ألف صفحة، وما تزال هذه الدرة العربية محفوظة كمخطوطة لم تلحقها بعد يد المطبعة بمكتبة الدولة ببرلين الغربية، لا يلتفت إليها بالقدر الكافي؛ خاصة وأنها تغطي - من حيث تاريخها - لحقبة هامة تصل إلى قرابة أربعة قرون؛ منذ أواخر وأفول الدولة الأموية في دمشق، والانتقال بالخلافة الإسلامية إلى عباسي بغداد.
فهي تؤرخ لسيرة الأسرة الفلسطينية الحاكمة في القدس وفلسطين في ذلك العصر، ومحورها بالطبع الأميرة فاطمة بنت مظلوم التي لقبت بذات الهمة.
وإذا كان من أولى الأهداف الرئيسية لمثل هذه الأعمال الشعبية الجمعية مجهولة المؤلف، هو التأريخ للأخطار المهددة لبلداننا العربية؛ فإن سيرة الأميرة الفلسطينية ذات الهمة وابنها عبد الوهاب تؤرخ - بدقة ما بعدها دقة - لتفاصيل ودقائق الحروب البيزنطية ضد الدولة الإسلامية الوليدة، وهي الحروب التي تسميها السيرة بالحروب الرومية.
فسيرة الأميرة ذات الهمة تبتدئ أحداثها بأزهى عصور الخلافة الأموية في دمشق المتاخمة وعصر عبد الملك بن مروان، مرورا بمروان بن محمد آخر الخلفاء الأمويين الذي طارده أبو مسلم الخراساني عقب هروبه إلى مصر، إلى أن لحقه واغتاله في «أبو صير» بمصر الوسطى، مرورا بمطلع العصر العباسي، وصراع السلطة المحتدم، المتبلور في أزمة أو فاجعة البرامكة، وانعكاس كل هذا على عرب فلسطين «القيسيين» وأميرتهم ذات الهمة وابنها عبد الوهاب؛ حيث تستفيض هذه السيرة التاريخية العملاقة في إعادة سرد تلك النكبة السياسية الكبرى بين جناحي اليمين التقليدي والطلائع الإسلامية المستبصرة بالخطر الخارجي الجاثم على الأمة العربية، ممثلا في الدولة البيزنطية أو الرومية - كما تعارفت عليها السيرة.
Bilinmeyen sayfa