قال: نعم، كان لودفيج يقرأ كتبا كثيرة. هذا الدولاب كله ملآن بالكتب، قرأها جميعا، وحين عثر على هذا الكلب قال سنسميه سلطان يا أبي.
قلت: ولم هذا الاسم الغريب يا لودفيج؟ قال لأن حكايته موجودة عند الإخوة «جريم». هل تدري من الإخوة جريم؟
قلت: أظن أنهما ألفا مجموعة من أساطير الأطفال.
قال: تماما. وقد روى لي لودفيج حكاية سلطان كما جاءت في هذه الأساطير. ضع قطعة من الزبد على هذه اللقمة. تفضل، تفضل، كان سلطان كلبا عجوزا يعيش عند فلاح عجوز وزوجته، مثلي أنا وماريا، وأراد الرجل أن يتخلص من الكلب العجوز بعد أن مرض وتساقطت أسنانه. أنا لا يمكن أن أفكر في هذا يا سيدي ها! ها!
وقال الفلاح لزوجته إنه سيقتل سلطان في الصباح، وسمع الكلب ما قاله فحزن حزنا شديدا، وذهب إلى صديقه الذئب ليشير عليه ماذا يفعل.
قال له الذئب: حين يقتادك صاحبك إلى الغابة في الصباح ومعه امرأته وطفلهما فسوف أنقذك من الموت. قال له سلطان: وماذا تنوي أن تفعل؟ قال له الذئب: ستترك المرأة طفلها عند الشجرة، عندئذ أهجم أنا عليه وآخذه بين أسناني. قال سلطان: لا! لا تفعل! إنني أحب صاحبي وأحب الطفل. قال الذئب: انتظر، ستجري أنت ورائي، وسأترك لك الطفل فتعود به إلى أمه؛ عندئذ يرق قلبهما لك، ويعطف الفلاح عليك فلا يقتلك.
قطعة أخرى من الخبز؟
قلت: أشكرك يا سيدي، وماذا حدث بعد ذلك؟
قال: آه! نعم؛ إن سلطان أيضا قد أصبح عجوزا؛ تساقطت أسنانه ولم يعد يصلح للحراسة، ولكن هل تدري من الذي خطف لودفيج؟ لم يخطفه الذئب؛ خطفته الحرب. الحرب ذئب كبير يا سيدي، يخطف جميع الأطفال، ويترك العجائز، مثلي ومثل ماريا وحدهم، بلا أطفال. إن سلطان كلب مخلص، لم ينس فيلهلم أبدا، انظر، لودفيج! لودفيج!
واشرأب الكلب العجوز ورفع أذنيه. وقف لحظة يحدق في الباب ويهز ذيله وينتظر. ولما لم يولد من الصمت العميق صوت خفض رأسه، وعوى عواء مكتوما ثم أقعى إلى جانب صاحبه.
Bilinmeyen sayfa