ولابد للجند من كاتب حازم عالم ثقة مأمون بصير بالصفات نافذ في الفراسة عالم بالفروسية مأمون أن يدخل على الجند داخلة في أعطياتهم فتفسد بذلك ضمائرهم ومتى اطلعت على شيء من ذلك فاعزله عنهم واجمعهم لذلك مخبرا لهم أنك لما اطلعت على داخلة تدخلهم لم ترضها فيهم ويجب أن يكون سمح الخلق سهل اللقاء لا يغيب ولا يشتغل بغير خدمتهم {و}أحوالهم وتعهد أمورهم وأحسم عللهم ويجب أن يكون عليهم منك رقبة {{رقابة}} B # تبعثهم على مهابتك والتعظيم لك ولا تمكنهم من القرب منك عند السلام عليك ولا تجعل لهم سبيلا إلى مكالمتك جهرا فكيف سرا فإن هذا سبب إلى الانبساط عليك والاستخفاف بك وربما كان في ذلك الهلكة بالغدر على ما جرى لتامسطيوس الملك وغيره. واعهد إليهم أن يرفعوا حوائجهم ورغباتهم إليك في بطائق تصل على يد خاصة لك تلزمه هذه الرتبة وتتصفى جميعها بحضرة وزيرك وخادم دولتك فما وجب النظر فيه نفذ العهد به على ظهر كتابه فإنه تشريف له وتنويه به وفخر يبقى في عقبه ويزيد في نصحه واستعباده ومتى لم يجب النظر فيه ترك فيصير صرفا جميلا وأطعمهم في الفصول والأعياد فإن هذا عندهم من أرفع ما تكرمهم به وتحبب إليهم من أجله.
المقالة السابعة في سياسة الحروب وصورة مكائدها والتحفظ من عواقبها وترتيب لقاء الجيوش
Sayfa 24