Tabağın Krallarının Serüveni: Otuz Bölümde
سيرة الملوك التباعنة: في ثلاثين فصلا
Türler
وهكذا عكفت البسوس على تنشئة الرضيع ذو اليزن في كنفها مولية له رعايتها القصوى، بعيدا عن العيون، وبخاصة عيني - عمه - التبع حسان، وبعدما اعتراه من تحولات ورغبة جامحة في الارتواء بالدم المراق، نازعا عنه كل بادرة لرحمة، حتى قيل عنه إنه أصبح لا يرحم حتى نفسه ذاتها. - هكذا تريدونني!
فلقد كان دائم السخرية المريرة لنفسه. - كل ما أبتغيه هو أن أحوز طاعتكم قبل إعجابكم، فهكذا أرادت حمير بي المسير. وشيئا فشيئا تخلى التبع حسان اليماني عن عزلته واصطفائه لنفسه فقط يحادثها مناجيا بلا عون أو صديق.
فخرج على قومه أكثر صلفا وتجبرا، وبدأ بإعطاء القسط الأكبر من جهده لإعادة تنظيم ورص صفوف قوات جيشه التي أوهنتها وأودت بمعظم فيالقه الحروب الطويلة المضنية التي خاضها والده - التبع أسعد - في أواسط آسيا والشرق الأوسط.
واتخذ لنفسه وزيرا حكيما يدعى «حنظلة» أجمعت مشورة الجميع، وأولهم ابنته ومكمن سره «تدمر» عليه.
وكان ذلك الوزير الحكيم «حنظلة» على معرفة واسعة بقبائل وعشائر اليمن والجنوب العربي، وتحالفاتها العلنية والسرية، كما كان حنظلة على معرفة بالقبائل والأقوام المجاورة والمتاخمة - لحمير - وما تطمح إليه في إضعاف الحميريين وتفكك تحالفاتهم بانتظار اليوم الموعود للوثوب عليهم، وخاصة عقب كارثة إحباط جيوشها التي قادها التبع أسعد حين أوصله طموحه إلى «نطح» أسوار الصين ذاتها. - «قد دعتني نفسي أن أنطح الصين.»
ثم ما انتهت إليه تلك الغزوة المغامرة التي تسبب فيها ذلك - الدليل - الآسيوي الخائن الذي أسلم له الملك أسعد مشورته وقياده، فأفقده اتجاهه إلى حد التيه الكامل هو وجيشه في غياهب تلك البلاد والوهاد لسنوات ثم اتخاذ قرار العودة إلى جزيرة العرب في غفلة منه.
وانتهت تلك الحملة بانتقام التبع أسعد من دليله وحليفه الخائن بقطع لسانه والمرض كمدا حتى الموت.
وهكذا مضى ذلك الوزير حنظلة، يسوق للتبع حسان ما يستجد من أخبار القبائل والأقوام الطامعة، متعرفا على مكامن ضعفه باستثارة التحديات.
إلى أن نجح أخيرا في إقناعه بالتخلي عن عزلته ودفائن أحزانه والاستبصار بالأخطار المحيطة والمحدقة بأمن حمير، وأهمها تلك القوة الضاربة التي بدأت تدب بين قبائل «جديس» وهم من العرب البائدة وأميرتهم الحكيمة عميقة البصيرة «زرقاء اليمامة».
وكيف أن قبائل جديس نجحت أخيرا عقب حروبها الطويلة مع قبائل «طسم» في إحداث النصر الساحق لجديس إلى حد فنائها لقبائل «طسم» وتشتيت فلولهم على طول جزيرة العرب شرقا وغربا حتى قيل فيهم: «لعبت بهم أيدي جديس»، وكانت زرقاء اليمامة أكثر استبصارا بالخطر ومدى استفحاله منذ المهد.
Bilinmeyen sayfa