Tabağın Krallarının Serüveni: Otuz Bölümde
سيرة الملوك التباعنة: في ثلاثين فصلا
Türler
وهي التي ما دبرت هذه الوليمة التي استدعت إليها - الضحية - أخاه الأصغر عمرو، إلا بناء على طلب، كليهما، من قاتل وقتيل إن صح القول.
خاصة عمرو، الذي أصبح في أيامه الأخيرة يعاني وحدة قاسية أقرب إلى الذنب من إشاحة أخيه الأكبر عنه على ذلك النحو.
وهو - أي عمرو - الذي اتخذه على الدوام صديقه ومثله الأعلى، وكان أكثر أهل حمير حماسا وتوقدا بتنصيبه ليعتلي عرش «التباعنة» مكان أبيهما الراحل أسعد.
بل وحتى عندما حاول الأخ الأصغر عمرو اللحاق بأخيه، وقبل وصوله إلى ركبه عند البوابة الخارجية، منعته عمته البسوس محتضنة إياه وهي تداعب بأناملها خصلات شعره الفاحم المجعد. - ارجع يا عمرو يا حبة عيني.
فلم تكن البسوس تكن كرها أو حقدا للأخ الأصغر، بل هي الوصية. - أنا لن أرتقي يوما حكم حمير.
هكذا صرخ في لوعة.
فالأمير الصغير الهائم دوما عمرو، كان على الدوام الأكثر قربا من البسوس، أرضعته صغيرا إلى أن شب ونما بين صدرها وجوانحها تحنو عليه الليل بطوله. - الوصية!
بكت بين ساعدي عمرو، الذي بدا لها - على عادته - تائها لا يدري ما يجري ويحدث من حوله منذ افتقاد التبع الأب. - ما الخبر؟ ألعلني آخر من يعلم؟
حاول ثانية الانفلات من عمته البسوس وابنة أخيه «تدمر» والجميع. - ماذا دها أخي حسان؟ سأذهب إليه الليلة بقدمي هاتين. - لا يا عمرو. - لماذا ... تمنعونني عن أخي ... صديقي؟
مضى عمرو في انفعاله وثورته يتطلع إلى الوجوه المشدوهة من حوله دون أن يعي ما يعتري الموقف كله من غموض، مما ضاعف من إحساسه الدفين بأنه هو وحده وليس أحدا غيره السبب الرئيسي لكل ما يجري من نزاع وتطاحن، فما كان منه إلا أن انفلت خارجا مسرعا مصمما على اللحاق بأخيه واستجلاء سبب غضبته وانسحابه على هذا النحو المكفهر.
Bilinmeyen sayfa