Tabağın Krallarının Serüveni: Otuz Bölümde
سيرة الملوك التباعنة: في ثلاثين فصلا
Türler
إلا أن سيف أرعد وجدها - باستشارة وزيره سقرديون - فرصة سانحة للعودة باتجاه عاصمة التباعنة ذاتها «أحمرا» خاصة وسيف اليزن بعيد عنها، والملكة قمرية والدته قد أصبحت في سنواتها الأخيرة منهكة إثر الحروب وأعمال الحصار التي نفذها سيف أرعد بها.
حتى إذا ما نفذ ملك الأحباش غايته، وأوقع الحصار والخسائر بأحمرا مضرما نيرانه في مدنها ومضاربها وقراها جن جنون الملكة فخرجت لملاقاته متعثرة، بعدما شق عليها الاستنجاد بابنها - هيكل - خاصة بعدما تخلت عنه في المرة السابقة، بحجة أن الأحباش الذين «سعوا وحفوا وراء عقد الهدنة طويلا لن يخرقوها بسهولة هذه المرة.»
لكنها ندمت بعد فوات الأوان، وبعدما استباحت جيوش الأحباش المدينة بخدعة هدفها مباغتة المملكة وتدميرها حرقا وغرقا وحربا من كل صوب وفي آن واحد.
ورغم صمود قمرية بعدما أعماها الغضب وأخرجها عن كل طور إلا أنها عانت الكثير في حصارها المباغت ذاك.
ووصل بها الغضب والرغبة الدامية في الانتقام إلى حد تحمل أقسى الويلات فوق كاهلها دون أن تجرؤ على الإرسال برسلها طالبة العون والمساندة من ابنها فلذة كبدها. - لن يحدث، لن أنحني.
إلا أن سيف بن ذي يزن لم يطق صبرا عندما علم وتيقن بما حدث، فاستجمع قواته مقررا التخلي عن شامة التي تحولت بهجتها إلى أسى وحرارة لافتقاد سيف زوجها من جديد، من يدري ما تخبئه الأيام والليالي الحبلى بكل عنف وانتقام بسبب ويلات عدوان الأحباش وحلفائهم التي لا تعرف مراعاة لهدنة أو اتفاق.
لذا قررت شامة مصاحبته بجهودها رغم أنها كانت تعاني من آلام الحمل الثقيلة التي آثرت إخفاءها عن زوجها.
هنا رفض سيف بإصرار مصاحبتها وكان يترقب على أحر من الجمر ما في بطنها: دمر.
بل أصر على بقاء حاميتهم وبقايا فلول جيش أفراح، الذي كان سيف أرعد قد أتى على معظمه ولم يبق من قادته البواسل سوى «الميمون» وهو أمير أفريقي أثبت عبر منازلاته وحربه ضد الأحباش بطولات أصبحت توقع الرعب بين صفوفهم، وخاصة في قلب سيف أرعد ملكهم ذاته الذي كان قد اصطحب معه في حربه هذه ضد عاصمة التباعنة - أحمرا - قائدين كبيرين بفيالقهما المحاربة أولهما ويدعى «ميهوب» واشتهر بلقب «سياس الثلاثي»؛ ذلك لأنه كان يقطع رقاب ثلاثة من أعدائه بضربة واحدة من سيفه، والقائد الثاني ويدعى «دمنهور الوحشي».
لذا استعصى القتال طويلا على سيف بن ذي يزن، واستمر حصار المدينة مطولا؛ مما أفزع والدته قمرية، وأخرجها عن طورها مرارا، مواصلة تنازلاتها لسيف أرعد والأحباش؛ مما دفع بسيف بن ذي يزن إلى المبادرة بمكاتبتها مطالبا إياها مراعاته ومراعاة تواجده - تحت راياتها - وعدم التسرع في اتخاذ قراراتها. - المفردة المتسرعة.
Bilinmeyen sayfa