Tabağın Krallarının Serüveni: Otuz Bölümde
سيرة الملوك التباعنة: في ثلاثين فصلا
Türler
وهكذا أفلح الجميع في إخفاء تحركات الجيش المنسحب العائد عن التبع القائد رأس التحالف القبائلي العربي، إلى أن حطت السفن رحالها على شواطئ بحر العرب، وخرجت الجموع المنتظرة من زوجات وأمهات وأبناء وعجائز لاستقبال الرجال العائدين، حينئذ أدرك التبع الراقد ما حدث.
فما كان منه إلا أن حل وثاق صديقه وأسيره الملك الآسيوي مقطوع اللسان وأكرم وفادته هو وأهل بيته. - أنت الآن ضيفي، أيها الصديق.
وما إن انتهت مراسم توزيع الغنائم وأسلاب الحرب الطويلة المضنية على رءوس القبائل والعشائر والكيانات المشاركة التي أشرفت عليها الأميرة «البسوس» أخت التبع المريض، حتى تفاقمت حالة الملك الصحية.
حتى إذا ما أدرك هو بدوره - أي التبع - مدى اقتراب منيته، استدعى ابنه الأكبر حسان، ومضى يتطلع في وجهه طويلا مسرا إليه في ضعف بوصيته الأخيرة قائلا: اذهب إلى جبل «ضهر» بالقرب من صنعاء وأطرق باب سيدة الجبل بكهف «بنور»، وأبلغها باقتراب منيتي وموتي.
تنهد التبع طويلا في إعياء، وهو يجاهد في إطلاع ابنه الأكبر حسان اليماني على وصيته الأخيرة، وكان قد اصطفاه ليخلفه على عرش التباعنة - ملوك اليمن العظام - من بعده: لا تخبر أحدا بما تسمعه أذناك مني، قبل أن تجتمع بسيدة جبل ضهر.
أشار مهددا بطرف إصبعه: وفي كل ما تقوله لك، اسمع لقولها.
بدا وجه الملك التبع الوالد أسعد، لابنه حسان واهنا متحسرا كئيبا تحت أنوار الشموع والقناديل.
ظهر له كمن يندب حاله وانقضاء أجله وهو يتمتم لنفسه: كل شيء احتلنا عليه، إلا الموت غلبنا.
وحين حاول حسان الاقتراب أكثر لإراحة رأس أبيه، اعترضه الأب مشيرا عليه بلهجة التأكيد: اسمع لقولها.
وهو يعني بذلك سيدة جبل «ضهر».
Bilinmeyen sayfa