بقاء أملها وزوجها به .
ونام الأمير حمزة تلك الليلة على ما تقدم ذكره وفي الصباح بكر إلى صيوان النعمان وقال له هلم بنا نذهب إلى كسرى فإنه لا بد أن يننظر في هذا اليوم إذا تأخرنا عن الرواح إليه أو امتنعنا مع اني وعدته في كل يوم أحضر اليه إلى أن يسمح لنا بالذهاب إلى بلادنا أو يجد أمرأ آخر يعيقنا عن الروح فأجاب النعمان طلبه وركب هو وأصفران الدربندي والأمير عقيل وساروا جميعا حتى جاءوا باب المدينة فدخلوه وتقدموا من الإيوان وهناك رفع حمزة نظره إلى جهة قصر الست مهردكار بنت الملك وسلطانه الحسن والبهاء فوجدها قد جلست على الشباك وهي مدبجة بالجواهر عليها ثوب من المخمل الأحمر يلمع بلمعان الشنمس والكواكب وفي وسطها منطقة من الذهب الوهاج مزركشة بالحجارة الكريمة وفي رجليها حذاء مزركش بالذهب والحجارة الكريمة ولم يكن ذلك يحسب بشيء بالنسبة إلى بباء جبينها ونور طلعتها ولعان خديها الموردين وطول عنقها اللامع الأبيض القائم بين كتفيها المركبين على أحسن نسق وبالاختصار أن كل ما بها مصنوع بيده تعالى وهو راض منها فجاءت فتنة للعالمين . فل| رأى حمزة ذاك البهاء مال بنظره عنه وهو لا يقدر أن يضبط نفسه وخاف ان أحدق بها أو نظر إليها دقيقة كاملة يقع إلى الأرض وحال وقوع نظره عليها حيته باشارة لطيفة وقعت من قلبه موقعا عظيأ غير أنه أظهر الجلد وأخفى الكمد ودخل الباب وهو يدعو الله إلى مساعدته وبقي إلى أن وقفت في ديوان كسرى فسلم عليه وقدم فروض التحيات بكل لباقة وأدب فهض له كسرى عن كرسيه وحسب العادة قبله بين عينيه وأجلسه إلى جانبه وأخذ معه في الحديث وهو يجيبه عن كل ما يسأله عنه محافظا على اعتباره وتعظيمه والملك مأخوذ من ذلك مدهوش من طاعته له يزيد حبا فيه .
وبالاختصار أنه صرف ذلك النبار في ديوانه وني المساء بض ورجع إلى الخيام برفاقه من ' العرب بعد أن ودع بالاشارة مهردكار . وبعد أن :دعل صيوانه بقليل جاءه الطعام مع خادم مهردكار فقدمه له مع عمر فاكل وشكر الله وأقام على الفكر والاهتمام بأمره ينظر في عواقب ما هو فيه ويتمنى مساعدة الله ومعاونة الصدف لينال ما هو طالب وقد رسمت في ذهنه مهردكار على الحالة التي رآها فيها ذاك العبار وهي فتنة للناظرين وعليها من المهابة والجلال ما لا يوجد على أبيها ولا على غيره من الملوك وكان كلما دق النظر وأمعن في ذاك الرسم المطبوع في ذهنه يضيق صدره ويقل صبره ويتمنى أن يكون في قصرها وبين يديها يراها ويسمع عذوبة الفاظها ويلتقط من حب جمالها ما يمكن أن يلتقطه بأيدي نظره ودام على ذلك كل السهرة وهو لا يخرج من صيوانه ولا يرضى بمواجهة أحد كي لا يضيع معه الوقت أو يغيب عن ذهنه شخص مبوبته وهو على انفراد لأن المحب الصادق يحلو له الانفراد لمثل هذا السبب أي ليتسع معه المجال في أمر من أحب فيشخص جماله نصب
م7
Bilinmeyen sayfa