فرجعت الصحون ووضعت غيرها من الحلويات من كامل الأشكال المصطلح عليها عند العجم من أفخر المأكل وأعظمها فأكلوا الحلوى واكتفوا منها ثم نمضوا ورجعوا إلى مراكزهم وقدمت لمم القهوة فشربوها وبعد ذلك قال كسرى إن أريد أن أقدم للأمير حق أتعابه وإن كان ليس من شيء يقوم بحق واجبه ثم أمر أن يقدم إلى العرب كل واحد ثوب عربي ثمين وأن يقدم إلى الملك النعمان ثوب أيضا وإلى الأمير حمزة فقدمت الثياب المذكورة. وكان ثوب الأمير حمزة من أغلى الئياب وأعظمها وأبباها قد خصه به تفضيلا له على سواه ولما رأى أصفران الدربندي أن إنعام كسرى قد وصل إليه وأنه جلس بين يديه بض اليه وقبل يديه وشكره على إنعامه وطلب منه المسامحة عم| كان يبديه في أول حياته قبل أن جتمع بالأمير حمزة من قطع الطرقات والتعدي على أصحابه فسأل الملك كسرى عنه ومن هو وما يريد . فقال له بز رجمهر هذا هو أصفران الدربندي الذي كان يرابط في الطرقات ويتعدى على أهل السبيل فقد لاقاه الأمير حمزة في الطريق وحاربه وأسره فصا حه على أن يكون من رجاله ومن قومه ويعيش بقية عمره في ركابه وأنه الآن يعتذر إليك عما سبق منه ويسألك المسامحة والعفو عنه فقال إني أسامحه إكراما لخاطر الأمير حمزة لأنه من رجاله ومساعديه .
وبعد أن بقي العرب عند كسرى كل النهار طلبوا اليه الاذن بالذهاب والرجوع إلى خيامهم فقال لوزيره بررجمهر أن يخبر حمزة ليبقى بالمديئة وينام مع جماعته في قصر خصوصي يعده لهم أفضل من قيامهم في الفلاة فقال له حمزة إننا لا نرغب أن ننام إلا في خيامنا فهي أفضل عندنا من القصور الشامخة التي تبتنوها ويتكلفون عليها ثم انه ودع الملك كسرى وخرج من الديوان وتبعه قومه ولما وصلوا إلى الخيام قال النعمان للأمير حمزة إني سررت جدا في هذا اليوم لأن كسرى غير مسراه مع العرب وعاملهم معاملة اللين والرقة واللطف وأبدى لك ما يرفع من قدرهم ويعلي شأحهم بخلاف الأول فإني كنت أحضر على الدوام في كل سنة إلى بين يدي كسزى فكنت أعامل بالإهانة والاذلال وعدم الاكتراث ليس فقط من كسرى بل من جميع قومه لاحتقارهم العرب وحطهم من شأنهم وما ذلك إلا إكراما لك وخوفا من تكدير خاطرك قال حمزة لا بد أن تنقلب الأيام فتعامل الأعجام نفس المعاملة التي كانوا يعاملون بها العرب لأن الله سبحانه وتعالى يرضى على العرب لطاعتهم له ولا يقبل بأن يبقوا أذلاء عند عباد النيران .
ثم إن النعمان دخل إلى صيوانه لينام وذهب الأمير حمزة إلى صيوانه فدخله وأقام الأمير عمر عند بابه للمحافظة عليه إلى أن مضى قسم من الليل وعمر لا ينام ولا يأخذه هدوء بل كان كالشيطان الرجيم ينطلق من جهة إلى ثانية طائفا حول الصيوان وفيها هو كذلك إذ لاح له شيخ يتقدم إلى جهة الصيوان فانقض عليه كالبرق وقبض على عنقه وقال 55
Bilinmeyen sayfa