أقاتل هذا اليوم وحدي برجالي وعند آخر النهار تظهر الحقيقة ويعلم الملك النعمان أن أربعين من نخدامك ورجالك لاقوا أربعمائة ألف وعادوا منصورين ظافرين فمدحه حمزة وعرف أنه يقدر على ما يقول لعلمه ببسالته وشجاعته وبينها هو على مثل ذلك وإذا بعساكر خارتين قد صاحت وهجمت هجمة واحدة فاندفعت كأنها السيول عند اشتداد الرياح فالتقتها العرب ملتقى اسود البطاح . وأخذت معها بالمحاربة والكفاح . وحمل الأمير حمزة البهلوان . بما أعطى من قوة القلب والحنان وبأقل من نصف ساعة اختلط الخيبريون بالعرب . واشتد ليب الحرب واضطرب وعلا الصياح من كل فارس وهمهم كل بطل مداعس حتى خيل للرائي ان يوم القيامة قد حل وأن نذير السلامة قد انقرض واضمحل فزهقت النفوس وقطعت الرؤ وس . وعملت السيوف على تفريق الحتوف فقسمتها على الرجال . وفرقتها على الأبطال فأصبحوا شفارا لضربات الآجال . وعصفت فيهم رياح الأقدار . فذهبت بهم الى عالم الفناء والبوار وقصرت ما لهم من الأعمار وكان الأمير حمزة رأى ازدحام العساكر ففرح منه القلب وسر الخاطر وغاص في بحار تلك الواقعة وانقض على الخيبريين انقضاض الصاعقة ومحقهم بصمصامته الماحقة وفرقهم تفريق الرياح إذا ضربت بالرماد وشردهم بين تلك البراري والوهاد ومن تحلفه أصفران الدربندي وبقية رجاله الأجواد يزأرون كما تزأر الآساد وينزعون الأرواح من الأجساد ولا رأى النعمان حمزة وفعاله ورأت العرب حربه وشاهدت أعماله اشتدت ظهورها وثبت عندها أنه بطل لا كالأبطال وقيل لا تقاس به الأقيال ودامت الحرب على مثل تلك الخال إلى أن قرب الزوال فضربت طبول الإنفصال ورجع حمزة برجاله والدماء تغطي جسده وهو كأنه الليث الخارج من الغاب فتلقاه الملك النعمان بالأحضان وقبله ما بين عينيه وشكره كل الشكر وأثنى عليه وقال له بالحقيقة أنك فارس هذا الزمان ومنشىء شرف العربان فلله درك من فارس أوجد وبطل أمجد فقال له حمزة إني أقاتل لاحياء شرف بنيى جنسي وارفاع مقامهم إلى أوج الفخار وكان بودي أن أفضى الأمر في هذا النبار غير أن كثرة الأعداء خخابتني وأحيت من آمال الأعداء بطول البقاء ولا سيها أنهم يعقلون أملهم بخارتين لعلمهم أنه من أفرس فرسان هذا الزمان فيا دام حيا لا تنقطع منهم الآمال وعندي لو بارزته في هذا النهار وقتلته لتفرق قومه وطلبوا البراري والقفار فقال له النعمان إلا أرى أنه ليس في برازك له من فائدة ومن الموافق أن تبقى الحرب على ما هي فلا تمضي إلا أيام قليلة حتى تضعف شوكتهم ويقلون وإذا ذاك يفر خارتين ويترك هذه الديار وإلا إذا حل بك أمر أو تغلب عليك انقلبت الحال علينا وتفرقنا في كل قطر وسبسب فقال حمزة لا أزال أراك خائفا من خارتين وليكن مؤكدا عندك أنه لم يبق من عمره غير هذه الليلة وفي اليوم الآتي يمسي تحت حوافر الخيل فكن مطمئن البال فإني موعود من الخضر عليه السلام إن أكون متوفق وه
Bilinmeyen sayfa