أحدا ولا جاءه خبر من أحد ولذلك وقع بالغيظ والكدر كيف أنه لم يطع من أجد وأراد أن يذهب العساكر إلى تلك العمال غير أنه رأى نفسه أنه في ذلك الوقت غير قادر على المسير وترك المدائن خوفا من أن يستغنم كسرى فرصة غيابه ويرجع إلى تلك البلاد فيكون ضيع تلك النصرة وأذهبها سدى فبقي في المدينة على ما تقدم وفي نفسه الشر لكل أولئك العمال ولا سيا الملك النعمان ملك العرب الذي كان ينتظر وصوله قبل الجميع لأنه كان يخاف العرب أن تتجمع عليه لعلمه أن فرساءا كثيرة وأبطالها مشهورة .
قال فهذا ما كان منه وأما ما كان من الملك كسرى أنو شروان وقومه الذين هربوا معه فائهم داموا في مسيرهم إلى أن وصلوا إلى طهران وهي إحدى مدائن كسرى أنو شروان قريبة من عاصمته عامرة حصينة فدخلوها وهم ملهوفون خائفون مكدرون لضياع بلادهم وغلبتهم من العدو الألد وبعد أن استقر بهم المقر وارتاحوا من التعب اجتمع كسرى بوزيريه ينظر في أمر خلاص بلاده وإذ ذاك.قال بختك لكسرى لقد جاء بفكري, كلام كنت قد سمعته منذ سنين وترددت في صحته حتى تبين لنا كذبه الآن وعدم صحته . فقال كسرى وما هو هذا الكلام قال ان وزيرك بزرجمهر قال ان رجلا من العرب بخلص بلادك من الأعداء ويردها إليك ويساعدك عند وقوع مثل هذه الأهوال وما ظهر الآن أنه لم يصب في قوله وأن ما زعمه لم يقع بعين الفعل قال صدقت فلم أر صحة لذلك مع إن سمعت بهذا الرجل العربي من الملك النعمان ثم التفت إلى بزرجمهر وكان يسمع كلام بختك بن قرقيش ويضحك منه بكدر لعلمه أنه صادر عن فؤاد مجبول بالحسد والبغض والتهكم وقال له أي وزير أي وزيري بزرجمهر أين هذا الذي أشرت إليه فقد احتجنا إلى مساعدته ولم يأت لمساعدتنا مع أننا صرفنا عليه الأمواله وخسرنا الخسائر الباهظة وربيناه على حسابنا .
قال إن لم أغلط في قولي ولا أخطأت ولا نطقت إلا بالصواب وبعين الحقيقة فإن الأمير حمزة هو الآن في مكة بلاد أبيه وأجداده ولا يعلم ماذا جرى علينا ولا ما كان من أمر ٠ خارتين والمدائن وهو ينتظر إشارة منا ليأتي ويخلص البلاد وهذا أقوله ولا أخشى فيه لومة لائم إنه كان من الله إلهي الذي أغبده أنا ويعبده هذا الأمير منذ عشرين سنة وقد وقع عليك وأنت في الحلم لتسبق معرفته وتستذرك نفسك ولا تسلم بلادك للأعداء الذين مثل خارتين صاحب حصن خيبر . قال كسرى إننا نحن الذين أخطأنا في حق أنفسنا وتهاملنا في الإرسال وراء الأمير الذي تزعم أنه يكون العلة الوحيدة للخلاص بلادك وأرى الآن من اللازم أن تذهب أنت بنفسك وتدخل بلاد العرب وتجمع الجيوش منها ومن كل نواحيها وتأتي معها بهذا الفارس المدعو بحمزة العرب لخلاصنا وخلاص بلادنا وأكون أنا قد جمعت العساكر من سائر نواحي بلادي فأسير من هنا لدى وصول العرب ونخلص م .
Bilinmeyen sayfa