ثم أمير الأمير إبراهيم أن يقدم إلى ولده جواد من خيوله فقدم له وركب عليه وأطلق له العنان فكان على ظهره كقطعة من حديد وأخذت الفرسان تحتاط به من كل مكان وتركض أمامه بخيوها فيتأئرها ثم ينطلق امامها فتتأثره وهو كأنه الأسد الكاسر وصرفوا ذاك الغبار على تلك الحالة واليوم الثاني إلى مدة شهر حتى تعلم كامل فنون اللعب على الخيل حتى كان ينزل إلى الأرض بأسرع من البرق ويعود إلى ظهر الجواد وهو غائر لا يقف قط ويختفي تحت بطنه وعنقه ويستتر به من كل جهاته وهو راكض ففاق بذلك على كل من يركب جواد ومن ثم انعكف يتعلم فنون السلاح والقتال بها وما مضت مدة إلا وأتقن كل ذلك وأصبح في أعلى درجة وبسالة لم يعد يصعب عليه باب من أبواب القتال وتعلم الجميع وأخيرا أمر الأمير إبراهيم ذات يوم أن ينصب ميدان يتألف من سائر فرسانه لامتحان ولده فاجتمع لق كثير في ذاك الميدان من شبان وغلمان وشيوخ ونساء وبعضهم للفرحة وحينئذ أقبل الأمير حمزة وهو فوق جواده كأنه البرج الخحصين ضارب على وجهه لثاما لا يظهر من تحته إلا عيناه وهي تقدح كأنها الجمر وعلى رأسه نخوذة من العديد ومدجج بالسلاح من رأسه إلى وسطه ينقل ريحا من الزان مستن الأسئان وسيفا عريضا يضرب عل جنبه . وبين يديه عمر كأنه النار ذات الشرر يسبق ممسيره الخيول ولما وصل إلى ذاك الميدان تقدم من أبيه فقبل يديه وقال له إني أسألك أمرا يا أبي ولا أريد أن تمنعني عنه قال ماذا تريد قال أريد منك أن تأمر فرسانك وأبطالك بأجمعها لتكون في جهة واحدة وأكون أنا وحدي في الجهة الثانية فمن أصابته جريدي خرج من الميدان ومن أصابتني جريدته كان له على حق التقدم وبعد أن يفرغ الجميع نعود إلى الضرب بالرماح فمن علمت عليه أو وصل رمحي إليه انعزل من الميدان فاستعظم الأمير إبراهيم هذا الطلب وقال له إن ذلك يغيظ قومنا وإنك لا تقدر على ما تقول ويصعب على كل أمير وفارس أن يقاتل وحده مئات مع أنك لم تقاتل قبل الآن ولاحنكتك الوقائع والأهوال . فقال إن قومنا إذا رأوا ما رأوا مني يسرون وسوف تنظر بعينك ما أفعل أمامك فأجابه أبوه إلى سؤاله وأمر أن ينفرد ابنه إلى جهة واحدة وجميع الفرسان إلى ثانية وهكذا كان ومامضت إلا دقائق قليلة حى قام سوق اللعب ودار حذف الحريد وجعل الأمير حمزة يضرب بجريدته فيصيب بها الرجال وكلا رمى بجريدته وأصابت رجلا ينخطف عمر فيلتقطها قبل أن تصل إلى الآأرض ويعيدها إليه بأسرع من لمح البصر والفرسان تنحدر إليه من كل مكان وترميه بعصيها فيضيعها بمعرفته فتدخطاه ولا تصيبه وبقي على مثل ذلك وهو يصيب الرجال وعمر يقفز كالغزال ويدخل من تحت بطون الخيول ويسرع الجحري من جهة إلى جهة لا يدع جريدة أخيه تلحق الأرض إلى أن صار نصف النهار وإذا به قد أصاب جميع الفرسان واعتزل الجميع من الميدان وقد أخذتهم الدهشة والإتبهات وكبر بأعينهم جدا وذهبت بهم 1
Bilinmeyen sayfa