============================================================
السيرة المؤبدية والارتفاق ، فما الداعى إلى قصدى هذا غير داعى الايمان ، وما المقصود الا صاحب القصر(1) الذى هو إمام الزمان ، دون الوزراء والوسائط والأعوان ، فان كان هذا المقصود يعلم أننى أنا الرجل الذى فيه أخرجنا من ديارنا وأبنائنا كما قال الله تعالى وهو يأنف(ب) علىه من لقائه بلحظه ، ومن خطابه فيما يشرح الصدر بلفظه ، سختنصر أولى بأن يقام في خدمته على ساق ، وأوقع منه من سواقع استحقاق ، وإن كان جهه إلىء التفاتة غير ان عنده وجها عنى يلفته ، وللسانه معى مخاطية سوى أن له سكتا عن خطابى يسكته ، فلا خير فى المقام على باب من يكون مجورا عليه ، ويكون قاليد أموره بيدى غيره لا بيديه . فلما سمع اليهودى القول ، وأننى كشفت من الأمور ستورا ، هاج كما يهيج الجمل نفورا : ثم لم يزل دأبى ودأبه المحاككة والمعاركة والاحراق به فى مجالسه ومواكبه ، والخفض فى الأندية والمحافل من مناكبه زمانا طويلا ، حتى اتفق من قتله على أيدى طائفة من الأتراك ما اتفق ، وقالوا-والله أعلم بصدقه -إن الفلاحى رحه الله دس من قتله (1) إذ كان مسيطرا عليه ليسومه أن يكون ما أصاب الناس من حستة فمنه ، وما أصابهم من سيئة فعلى يديه . وظن المسكين ان فى قنائه بقامه ، فأخلف ظنه (ج) ، وكان أول من آلحق يه ، وذلك أن بعض الجهات الجليلة التى كان اليهودى مرتسما بخدستها (4) فى الظاهر ، وإن كان مستوليا على المملكة كلها فى الباطن ، نقمت هذه الرخصة قيه من الفلاحى ، وثبتت على أن تقتاد منه ، وكان للمقتول ساء يدخلن إليها فينكين نار الحرارة ، وينمين زرع الحقد والضغينة ، وتلك الحجهة الجليلة قدم رجلا وتؤخر أخري فيما تريد فعله .
الوير والونيرالفمومى والفلاحى مضروب على أذنه ، متغافل عن آمره ، ليس يحسب حساب ما هوواقع يه ، بل هو يظن ان الزمان سلس انقياده ، وأوتى منه مراده ؛ فلما رأيت وأنا في خلال هذه الأحوالس (1) في د: العصر.-(ب) في د: يأنف . (چ) سقطت فيك.
(1) فى نهاية الأرب للثويرى (مخطوط رقم 1577 بالمكتبة الأهلية بباريس ورقة 56) أن التسترى قتل فى جمادي الأولى سنة 5430 ، بينما أجع المؤرخون على أنه قتل فى سنة 439ه، والمؤيد فى الدين ؤيدانه قتل سنة439.
(2) كان التسترى يتولى ديوان والدةالمستنصرفالمؤيد هنا يشير إليها بقوله : بعض الجهات الحجليلة .
Sayfa 116