والفرزدق يجرى على طريقة واحدة، والتصرف فى الوجوه أبلغ.
وقال أبو نواس «١»:
قل لذى الوجه الطّرير «٢» ... ولذى الرّدف الوثير «٣»
ولمغلاق همومى ... ولمفتاح سرورى
يا قليلا فى التّلاقى ... وكثيرا فى الضّمير
فانظر إلى سلاسة هذا الكلام وسهولته، وقال «٤»:
ما هوى إلّا له سبب ... يبتدى منه وينشعب «٥»
فتنت قلبى محجبّة ... برداء الحسن تنتقب
خلّيت والحسن تأخذه ... تنتقى منه وتنتخب
فانتقت منه طرائفه ... واستزادت فضل ما تهب
صار جدّا «٦» ما مزحت به ... ربّ جدّ جرّه اللعب
فهذا أجزل من الأول قليلا. وقال فى صفة الكلب «٧»:
أنعت كلبا جال فى رباطه ... جول مصاب فرّ من إسعاطه «٨»
[عند طبيب خاف من سياطه] ... هجنا به وهاج من نشاطه
كالكوكب الدّرّى فى انحطاطه «٩» ... عند تهاوى الشدّ وانبساطه
يقحّم «١٠» القائد فى حطاطه «١١» ... وقدّه البيداء فى اغتباطه «١٢»
1 / 25