Araplar ile Farslar Arasındaki Bağlar ve Câhiliye ile İslam Dönemlerindeki Edebiyatları
الصلات بين العرب والفرس وآدابهما في الجاهلية والإسلام
Türler
وإنما أفيض في هذا لأبين أن العرب والفرس بعد الفتح لم يكونوا في نضال مستمر، وأن العرب لم يستعبدوا الفرس كما يزعم بعض المؤرخين. ولم يفعل العرب إلا أن حطموا الحدود الوطنية فدخل الفرس في جماعة أوسع من جماعتهم، وشاركوا في العلوم والآداب التي تعاونت عليها الأمم الإسلامية، ونالوا عليها المناصب. فالبرامكة مثلا كانوا يدبرون للعباسيين ملكا أعظم وأوسع مما كان يدبره برزجمهر لأنوشروان.
الفصل الثاني
اللغة الفارسية في القرنين الأولين
الآداب الفارسية الحديثة تؤرخ من أواخر القرن الثالث الهجري - كما يأتي - فماذا أصاب اللغة الفارسية في المدة التي تلت الفتح الإسلامي؟ وماذا أصاب الفرس في هذه الحقبة؟
في إجابة هذين السؤالين يجب أن نفرق تفريقا تاما بين الكلام على الفرس، والكلام على اللغة الفارسية؟
فأما اللغة الفارسية فالكلام عنها من جهتين: من حيث إنها لغة تخاطب ومن حيث إنها لغة العلم والأدب. فأما من الوجهة العلمية فقد وقفت اللغة وقفة طويلة، ولم يؤلف فيها إلا كتب قليلة معظمها في الدين. ويمكن أن يقال أن إنتاجها قل على مر الزمان حتى عقمت تماما بعد قرنين من ظهور الإسلام. فالكتب التي ألفت في العصر الإسلامي وبقيت على الزمن لا تتجاوز عصر المأمون، وأكثرها كتب دينية أراد بها الزردشتيون الدفاع عن دينهم والإبقاء عليه وقد تقدم ذكر بعضها.
ولكن كان للغة الفهلوية عمل أعظم من هذا وأبقى أثرا هو حفظها آداب الساسانيين وتاريخهم في كتبها لتكون مصدرا للترجمة العربية، ولتكون من بعد أساسا للآداب الفارسية الحديثة، فقد بذل رجل الدين أو الموابذة وأصحاب المزارع - أي الدهاقين - جهدهم في حفظ كتبهم، وكان الساسانيون من قبل ذوي عناية بالكتب وحفظها. ويمتاز إقليمان في إيران بأن كانا موئل الآثار الفارسية: فارس وخراسان، كما امتازت طبرستان بوعورة أرضها وكثرة غاباتها فبقي استقلال الفرس فيها مدة طويلة.
فأما خراسان فكانت مبعث الشعر الفارسي الحديث، وأما فارس مهد الدولة الفارسية القديمة فقد لاذ بجبالها جماعة من الزردشتيين، فعكفوا على درس آدابهم القديمة وحفظ كتبها، فحصن شيز في جهة أرجان كان مسكن مجوس خبراء بإيران وتاريخها، وكان به صور الملوك والعظماء وتاريخهم، هكذا يقول الإصطخري وابن حوقل، ويؤيد هذا ما يقوله المسعودي: أنه رأى في إصطخر عند أسرة فارسية كبيرة كتاب الملوك يتضمن صور الملوك وأزمنتهم ووصف آثارهم.
ويتصل بهذا ما رواه صاحب الفهرست عن أبي معشر أن الفرس القدماء خزنوا كثيرا من كتبهم في أصفهان في بناء عظيم بقي إلى زمان أبي معشر، وأن الناس عثروا على كتب فيه، ثم يقول ابن النديم: «أخبرني الثقة أنه انهار سنة 350 أزج آخر عن كتب كثيرة لا يهتدى إلى قراءتها، والذي رأيته أنا بالمشاهدة أن أبا الفضل بن العميد أرسل ها هنا في سنة نيف وأربعين كتبا متقطعة أصيبت بأصفهان في سورة المدينة وكانت باليونانية إلخ.»
ففي أمثال حصن شيز وبناء أصفهان وفي دور الأسر الفارسية الكبيرة حفظت الكتب القديمة التي ترجمت إلى العربية أيام الدولة العباسية.
Bilinmeyen sayfa